احتجاجات السنغال: القصة الكاملة لقضية المعارض صونوغو

 النائب والمرشح الرئاسي السابق عثمان سونكو هو أحد زبناء أحد صالونات التدليك Massage تملكه سيدة في العاصمة، وقد جاء للمكان كعادته فلم يجد صاحبة المحل في مكان عملها وإنما ابنتها ثم غادر على أمل العودة لاحقا حين تأتي السيدة.. ولدى عودة هذه الأخيرة سألت ابنتها إن كان أحد قد جاء يسأل عنها، فردت بأن سونكو حضر وسأل عنها وامضى بعض الوقت ينتظرها ثم انصرف.. اتصلت السيدة بالمرشح الرئاسي السابق وخاطبته بنبرة غاضبة و عبارات نابية: «كيف تجرؤ على دخول صالوني في غيابي لتختلي بابنتي كل هذا الوقت في غرفة معزولة؟ سوف تعرف مع من تتعامل»، فرد بأنه لا يفهم عن أي شيء تتحدث وبأن ابنتها كذبت عليها إن كانت قالت لها إنه تجاوز معها حدود اللباقة المعهودة.. لكنها قطعت الاتصال، ليشيع الموضوع بسرعة وعلى نطاق واسع.. ثم تقدمت السيدة وابنتها بدعوى قضائية تتهمان فيها سونكو باغتصاب الأخيرة.
- رفض السياسي المعارض المثول أمام المحكمة بحجة تمتعه بحصانة برلمانية، ما جعل فريق الأغلبية يتقدم بطلب لرفع الحصانة عنه بناء على رسالة من السلطة القضائية.. واوضح من تواصلت معهم أن شخصيات وازنة (روحيا واجتماعيا) دخلت على خط الأزمة من خلال وساطة لدى جهات عليا في الدولة ولدى المعني، أفضت إلى قبول سونكو الحضور أمام قاضي التحقيق مقابل تسوية ودية للموضوع من خلال حمل السيدة على سحب دعواها وصدور قرار قضائي بعدم وجود وجه للمتابعة..
- في صبيحة يوم الاربعاء استقل سونكو سيارته رفقة سائقه متوجها إلى المحكمة لكن جموعا من المتظاهرين خرجت ترافق السيارة وتحيط بها وكانت تزداد كلما تقدمت السيارة في طريقها قبل أن تتجمهر حشود غاضبة وتمنعها من التقدم، وفي تلك اللحظة اتصل المدعي العام بسونكو وطلب منه العودة وتغيير مساره للوصول إلى المحكمة لكنه لم يمتثل و أخبر مخاطبه بأن فتح الطريق من مسؤولية الجهات الامنية، فجاءت فرقة أمنية وانزلته من سيارته واقتادته في إحدى سيارات الدرك إلى المحكمة حيث وجهت له تهمة إثارة البلبلة والتحريض على عصيان السلطة العمومية، وتمت إحالته للحبس التحفظي.
- السينغال تشهد حالة غير مسبوقة من الاحتقان الشعبي بسبب تداعيات وباء "كورونا"، فاقمت من تداعياتها إجراءات الإغلاق المشددة وإعلان الرئيس ماكي صال حالة الطوارئ الصحية ووضعية «كارثة وطنية» دون اتخاذ تدابير عملية ناجعة للتخفيف من تأثيرات ذلك على السينغاليين.
- باتت غالبية النخب و القوى الشبابية في السينغال شبه مقتنعة بأن جميع مآسي بلدها  و بلدان إفريقيا الغربية عموما تعود لارتماء نخبها الحاكمة في أحضان القوة الاستعمارية السابقة؛ وهو ما عزز الخطاب الشعبوي الموغل في استنهاض العاطفة الوطنية،  الذي يتبناه عثمان سونكو منذ حملته الانتخابية للرئاسيات الأخيرة التي حل ثالثا في ترتيب نتائجها...
- الحراك الاحتجاجي مرشح لمزيد من العنف والتصعيد والتوسع...
- لم يستهدف المحتجون، حتى الآن، أيا من الجاليات الموجودة على أرض السينغال وخاصة التجار الموريتانيبن، بل كان تركيزهم على كل ما له صلة بفرنسا

جمعة, 05/03/2021 - 18:56