في إشارة ضمنية لفرنسا.. رئيس وزراء بوركينا فاسو ينتقد "شركاء لم يكونوا أوفياء"

اعتبر رئيس وزراء بوركينا فاسو، أبولينير يواكيم كييليم دو تامبيلا، أن بعض الشركاء الدوليين لبلاده "لم يكونوا أوفياء دائما" في مكافحة الجماعات الجهادية منذ عدة سنوات.

وقال، دون أن يسمّي دولا محددة: "كيف نفسّر أن الإرهاب يفسد بلادنا منذ العام 2015 في جو من اللامبالاة، إن لم يكن بتواطؤ بعض من يسمون أنفسهم شركاءنا؟ ألم نكن حتى الآن ساذجين جدا في علاقاتنا مع شركائنا؟ لا شك في ذلك".

وهي المرة الأولى، منذ انقلاب 30 سبتمبر الذي أوصل الكابتن الشاب إبراهيم تراوري 34 عاما إلى السلطة، التي تنتقد فيها السلطات علنا "شركاءها".

وتأتي هذه التصريحات غداة تظاهرة ضد تواجد فرنسا في البلد الأفريقي فرقت خلالها القوات الأمنية المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع في العاصمة واغادوغو.

وشارك في التظاهرة في واغادوغو الجمعة مئات الأشخاص احتجاجا على تواجد فرنسا، ولوح بعضهم بأعلام روسيا، وقالوا إنهم يريدون من قادتهم تعزيز العلاقات معها.

أكدت حكومة بوركينا فاسو السبت أنها "لن تتخلى عن قواعد ومبادئ الحماية التي تلتزم بها إزاء الدبلوماسيين والبعثات الدبلوماسية الموجودة على أراضي بوركينا فاسو".

في 28 أكتوبر، تظاهر المئات للمطالبة بـ"مغادرة فرنسا في غضون 72 ساعة" من بوركينا فاسو.

وتابع رئيس الوزراء السبت "سنحاول، قدر المستطاع، تنويع علاقات الشراكة لدينا حتى نجد الصيغة الصحيحة لمصالح بوركينا فاسو. لكن لن نسمح بأن يهيمن علينا أحد شركائنا أيا كان".

وأكد أن بوركينا باتت "تتجنب اللجوء" إلى مساعدة القوات الفرنسية، بغية التركيز على "سبلها الخاصة للكفاح والقتال".

ودعت حكومة بوركينا فاسو السبت السكان إلى "الهدوء وضبط النفس" غداة التظاهرة المناهضة لتواجد فرنسا.

وقال المتحدث باسم الحكومة جان إيمانويل ويدراوغو في بيان إن الحكومة "تدعو الشباب خصوصا إلى عدم الانحراف والتركيز على أهداف الدفاع في الحرب الشاملة التي نخوضها ضد الإرهاب. بدلا من هذه التظاهرات التي لم تثبت فائدتها بعد على قضية نضال شعبنا.

تتمتع موسكو بدعم شعبي متزايد في بلدان أفريقية عديدة ناطقة بالفرنسية، في حين يزداد تشويه سمعة فرنسا القوة الاستعمارية السابقة لا سيما في مالي، وهي دولة مجاورة لبوركينا يقودها أيضا عسكريون انقلابيون منذ 2020.

وفي بوركينا، لم يغلق المجلس العسكري الحاكم الباب أمام التقارب مع روسيا لكنه لم يُظهر أي عداء لفرنسا التي تواصل دعم الجيش في قتاله ضد الجهاديين.

وأسفرت الهجمات المتكررة التي تنفّذها مجموعات مسلحة مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في بوركينا فاسو عن مقتل الآلاف وتسببت بنزوح نحو مليوني شخص منذ العام 2015.

المصدر: أ ف ب

سبت, 19/11/2022 - 22:09