الوثائق السرية للسفارة الفرنسية فى موريتانيا (7)

توجه الرئيس المختار ولد داداه يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 1961 إلى روصو صحبة السيد "بوميل" القائم بأعمال السفارة الفرنسية، لترأس حفل تسليم تجمع كتائب وفرق الدرك إلى موريتانيا. وقد حضر الحفل أيضا كل من العقيد أوبينيير رئيس البعثة العسكرية الفرنسية والملحق العسكري الرائد مارسال بالاضافة إلى وزير الداخلية والكاتب العام للدفاع.

وخلال كلمته حدد القائم بالأعمال مهمة الدرك في الدول الحديثة، فيما أشاد الرئيس المختار بخصال قطاع الدرك وبالضباط وضباط الصف الفرنسيين الذين يشرفون على تأطيره وأضاف قائلا: "إنني اعبر لهم عن كامل ثقتي وهم لن يكونوا أجانب في موريتانيا بل أصدقاء نعتز باستقبالهم بيننا ونقدر عاليا دعمهم الصادق من دون تحفظ".

وفي نفس الوقت الذي اشاد فيه الرئيس المختار علنا بالفرنسيين العاملين في المساعدة الفنية، بثت إذاعة موريتانيا خلال نشرتها بالحسانية بيانا أصدره السيد عبدو ولد أحمد أستاذ العربية في نواكشوط والأمين العام لنقابة معلمي العربية جاء فيه:

"عقد المكتب التنفيذي لنقابة معلمي العربية دورة طارئة في ساعة متأخرة من ليلة أمس، درس خلالها النظام الأساسي الجديد للتعليم المعروض للمصادقة عليه من طرف المجلس الوطني للوظيفة العمومية. وبعد دراسة هذا النظام الأساسي والاطلاع على التمييز الذي يضعه بين التعليم العربي والتعليم الفرنسي، قررت النقابة العربية الانسحاب من المجلس الوطني للوظيفة العمومية ووقف كل تعاون معه وتوجيه نداء ملح للقوى الوطنية والتقدمية لتتحد في مواجهة الخطر الذي يتهدد اللغة العربية والمتمثل في هذا النظام.

وتعبر نقابة معلمي العربية –التي تمثل كل المنضوين تحت اللغة العربية- للجميع عن تحفظاتها العميقة على هذا النظام الجديد وتحذر الجميع من اعتماده كنظام رسمي ومن العواقب الوخيمة التي يمكن أن يسفر عنها ذلك. وتأمل النقابة في أن تقوم الحكومة الوطنية –وعلى رأسها ذ. المختار ولد داداه الذي يجسد إرادة الشعب- بمراجعة هذا النظام وتصحيح أخطائه.

وتعلن النقابة أنها لن تقبل أبدا بهذا الازدراء بلغة الشعب الموريتاني وأنها تفضل الإلغاء الكامل للغة العربية من مدارس الدولة بدل رؤيتها تعامل بهذه الطريقة. وفي الوقت الذي تتفهم فيه النقابة الوضعية الخاصة لبعض ممثلي الحكومة في المجلس الوطني للوظيفة العمومية، فإنها تعبر عن قلقها من مواقف بعض النقابات وخاصة الاتحاد الوطني للعمال الموريتانيين التي تدفع النقابة العربية إلى مراجعة علاقاتها مع النقابات الأخرى.

السادة المعلمون

السادة العمال

وأنتم أبناء الشعب الموريتاني

إن النقابة العربية لن تساهم أبدا في مؤامرات تحاك ضدكم وستبقيكم دائما على اطلاع بالمستجدات.

الأمين العام

عبدو ولد أحمد".

وبالرغم من ان هذا البيان لم ينشر سوى باللغة العربية، فإنه أثار بعض القلق في صفوف أوساط حكومية رأت فيه تكرارا لبيانات نقابية عنيفة سبق لإذاعة موريتانيا أن بثتها في سبتمبر الماضي. وبسرعة عقد وزير الاعلام الدي ولد ابراهيم –الذي لم يعط موافقته على بث البيان- اجتماعا بموظفي الاذاعة وهددهم بأنه سيعاقب كل مبادرة من هذا القبيل بالفصل الفوري.

ولم يكن للموضوع أي صدى في الأوساط الفرنسية أو تلك التي لا تتكلم الحسانية.

والواقع أن هذا البيان لا يعكس سوى استياء يشعر به بعض الموظفين هم من الدرجة الثانية ويعاملون على ذلك الأساس. ويسمح لهم الدفاع عن الثقافة واللغة العربية بالمطالبة بطريقة غير مباشرة بتحسين وضعهم الذي لا يريد موظفو النقابات الأفضل تكوينا تشجيعه بعد.

ترجمة أقلام

أحد, 25/08/2019 - 17:32