الخطر محدق ما دامت دول الجوار موبوءة

بفضل الله سبحانه وتعالى، أولا وأخيرا، وله الحمد والشكر، وثمرة للحزم والاحتياط، الذي بادرت إليه بسرعة دولتنا وحكومتنا، بقيادة الرئيس، محمد ولد الشيخ الغزواني، وما بذلت في ذلك الاتجاه الإيجابي الاحترازي، من جهود متنوعة، سائر الجهات المعنية، بدءا بالشعب الموريتاني الذكي المسالم المبادر، ومرورا بالجهات الأمنية والصحية والإعلامية، سواء كانت رسمية أو مستقلة، أو غيرها.

كل هذا فعلا أثمر، حسب المعلومات الأولوية، خلو بلدنا، أو على الأصح، تعافيه من فيروس كورونا الخطير.

فكل المؤشرات تدل على أن هذا الحال الموريتاني المحلي، الاستثنائي تقريبا في العالم، جاء بلطف من الله وحده، وبفضل وعي وحزم الحكومة والشعب.

ورغم أن هذه المعلومات الأولية، تحتاج إلى التريث والحزم والحذر، وإعادة الفحوص لتأكيدها، إلا أن بوصلة المعلومات الصحية، تعطي ضوءا أخضرا بشفاء مطلق لمختلف الإصابات، رغم محدوديتها، لله الحمد والمنة.

فحتى الإصابة السابعة، لتلك الفتاة في مقتبل العمر، تشير المصادر العائلية، استنادا إلى الجهات الصحية المعنية بتعافيها، وكل هذا كما قلت، معلومات أولية مبشرة، لوزارة الصحة وحدها الكلمة الأخيرة لتأكيدها، بإذن الله، خلال أيام قليلة.

وعلى ضوء هذه المعطيات يتوقع في نهاية الأسبوع المقبل، كما قالت الجهة الرسمية، إعادة النظر لتخفيف الإجراءات الاحترازية الجيدة، والمتبعة منذ أسابيع.

إلا أن هذه المعطيات الطيبة المبشرة، لن تغفلنا عن ضرورة التشديد على التحذير العام والخاص، وخصوصا من حالات التسلل عبر الحدود، أو أي معبر آخر، قد يتسلل منه الفيروس الفتاك، لا قدر الله.

وقانا الله وإياكم وسائر المسلمين والعالم من أجمع ،من فتكه وضرره.

وبوجه خاص ونظرا، إلى أن دول الجوار كلها موبوءة بمعدلات مثيرة للحذر الشديد، فإن الإجراءات الاحترازية الداخلية، مهما كانت درجة مراجعتها ،إلا أن تلك المراجعة، لا ينبغي أن تكون معابرنا وحدودنا معنية بها.

فيجب حتما وحزما، الابقاء على المعابر والحدود كلها في حالة إغلاق وحراسة ومراقبة مشددة، وينبغي أن نعلم جميعا، وأعني هنا كل ساكنة هذا البلد ،من مواطنين وغيرهم.

ينبغي على هؤلاء جميعا، المشاركة فعليا وأمنيا وإعلاميا، في رفض حالات التسلل، والتقيد التام بإغلاق الحدود.

مما يعني تطبيق الخطة النبوية، عندما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الطاعون من وقع إليه في أرض فلا يخرج منها ولا يقدم عليه.

فالوقاية خير من العلاج، فنحن نشاهد القبور الجماعية في إيطاليا وأمريكا واسبانيا وغيرها، ومنظمة الصحة العالمية تتوقع المزيد في العالم أجمع.

وقالت في بياناتها، والله سبحانه وتعالى قال "فاسأل به خبيرا".

إذن هذه هي جهة الخبرة في هذا الميدان، أي منظمة الصحة العالمية، التي أكدت أن الوباء لم يبلغ بعد ذروته، على الصعيد العالمي أجمع، وأنها تتوقع عشرة ملايين إصابة، على مستوى القارة الإفريقية، لا قدر الله.

والحرمين تعاني للأسف، ومصر، تعاني هي الأخرى، ودول الجوار الأربعة، كما قلت سابقا تعاني.

إذن كل هذا، ولو خففت القيود الاحترازية داخليا، يفرض تشديد إغلاق الحدود، وعدم ترك الحزم على المستوى الداخلي المحلي.

فالمرض والموت الزؤام، لم تستطع الدول العظمى، ذات الوسائل والخبرة مواجهته، فمن باب أحرى!.

وينبغي كذلك أن لا تفتننا مواضيع ذات صلة بالكورونا أو غيره، سواء تعلق الأمر بالصفاقات أو المعونات أو أي جدل سياسي أو غيره، سواء كان مشروعا أو غير مشروع.

فلتكن الأولية لصد هذا الوباء ومحاربة آثاره، كلها، سواء على الصعيد المعيشي أو ألاقتصادي، مع أخذ العبرة مما حصل في العالم وحصل عندنا.

ولعل العبرة الأولى، أن كل شعب يأكل من وراء حدوده، سيادته واستقلاليته منقوصة بامتياز، وصحته في خطر و وجوده ومصيره، مهددان باستمرار.

جمعة, 17/04/2020 - 21:16