توجه بطعم الثقة والحذر

يمسك الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى بتلابيب الحكم، ظاهريا و عمليا،و لو نسبيا،ضمن و ضع دستوري و سلطوي يتعزز تدريجيا،رغم الجهود المعاكسة،شبه الصريحة،التى تبذلها "مافيا"الحكم و المال و المجتمع و المشايخ، و غيرهم من شبكة النفوذ الموازى،و الموجودة طبعا فى كل تجربة حكم،حيث يدورون عادة فى فلك كل حكم متغلب،موهمين زوار القصر الجديد أنهم مخلصون و وطنيون،مجددين و مؤكدين فى كل وقت، و عند كل مناسبة تبديل، لشخص الرئيس،أنهم هم وحدهم حماته و سدنته و حاشيته،التى لا يستطيع تحقيق الإصلاح الموعود ،المروج له،من دونهم،معشر "المافويين" طبعا!.

و مهما كانت محاذير المرحلة و قدرة أي نظام، عند الضيق، على تبديل جلده و تغيير نمط اللعب و أغلب اللاعبين أنفسهم،للسلامة،فأننا مضطرون لتصديق الدعاية بحذر،عسى من جهة أن لا نخدع كما كنا دائما،معشر أطراف الرعية الضعفاء البسطاء،و من وجه آخر، عسى أن لا نضيع فرصة ما يروج أنه لحظة بناء شامل للوطن،دون تقصير أو إقصاء،من أي مستوى، بإذن الله،ما استطيع إلى ذلك سبيلا،،إن شاء الله.

إننا مدعون لتصديق ما يطلق من سيمفونية عذبة من شعارات رنانة طنانة،فى سياق الحديث النبوي المتفائل:"إن الله يحب أن يسمع الفأل الحسن"،لكن دون أن نبالغ فى ذلك التفاؤل العاطفي المغرق أحيانا،و الموغل فى الأوهام "السرابية" فى أحايين أخرى،لا قدر الله.

و للتاريخ أقول،لقد كان الرئيس الحالي،محمد ولد الشيخ الغزوانى، شريكا للرئيس السابق،محمد ولد عبد العزيز،فى انقلابين،2005 و 2008،و تجربة حكم مثيرة للجدل،من يوم الأربعاء 3 أغسطس2005 إلى غاية 1 أغسطس 2019 ،قرابة أربعة عشر سنة ،بعجرها و بجرها،و حلوها و مرها،و لقد كنت أحيانا فى الحملة الرئاسية المنصرمة و غيرها،أذكر بقوله، عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم:"الساكت عن الحق شيطان أخرس"،لكن هل سكوت محمد ولد الشيخ الغزوانى، سكوت تزكية و رضا،أم سكوت اضطرار فحسب؟!،و ربما يقول حتى فى الإيمان،فمن باب أولى غيره:"إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان".

إن السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى، مدعو أمام محكمة الضمير،قبل محاكم التاريخ و الآخرة،للتفكير فى صيغة الإجابة المفحمة،للرد حول صحبته، لهاذا الطائش الانقلابي الشره الحاقد،المغرم بتصفية الحسابات،محمد ولد عبد العزيز،على رأي البعض،أم أن صاحبه الذى اختاره لمدة طويلة لافتة،كان خلاف الظاهر، من تلك الصورة الفاضحة المقززة،بامتياز؟!.

و هل نحن اليوم أمام المقطع الأخير، من تجربة انقلاب و حكم 2005 المتجدد،أم الوضع مختلف تماما،و ما الضمانات و الضوابط،لهذا التحول الإيحابي،المروج له،فى ظل فترة الحكم الحالية،تحت قيادة صاحب الفخامة،السيد الرئييس،محمد ولد الشيخ غزوانى؟!.

قطعا لست مستعدا للإيجابة،نفيا أو إثباتا،من أي وجه حاسم،على مثل هذه الأسئلة الكبيرة الحساسة المحورية،لكنى كمراقب مضطر لمجرد إحسان الظن بالسيد الرئيس،محمد ولد الشيخ الغزوانى،بوجه خاص،فى مرحلة حكمه الحالية،بعدما أتيحت له الفرصة نسبيا،للابتعاد عن دائرة نفوذ شريكه السابق فى الحكم،السيد محمد ولد عبد العزيز.

كما أننى أدعو -على الصعيد الشخصي-بحذر و من باب الإنصاف،نفسى و الشعب الموريتاني، بجميع شرائحه و مشاربه،لإتاحة الفرصة كاملة،مع حسن النية و الثقة و الحزم،للسيد الرئيس ،محمد ولد الشيخ الغزوانى و مخططاته فى الحكم و الإصلاح، الموعود و المروج له،منذو ترشحه و بعد تنصيبه،بوجه خاص.

فإن أحسن و نجح واصلنا معه المسار المأمول،بإذن الله،و إن حاولت "المافيا" تعطيل و حصار و مشروعه الإصلاحي، كسرنا لها الأضلاع،و إن حاول هو نفسه ، التحايل و التلاعب بالحكم و بالوطن، ابتعدنا عنه دون تردد،بعد تقديم النصح و التريث،،غير فاتنين و لا مفتونين،بإذن الله.

و لكل حادث حديث،قال رسول الله،صلى الله عليه و سلم:" إنما الطاعة فى المعروف".

اللهم أعنا و إياه على المعروف،و أدخلنا جميعا حصن حفظك و هدايتك و عنايتك ،فأنت وحدك ولي ذلك و القادر عليه،و ما ذلك عليك بعزيز،يا أكرم الأكرمين.

سبت, 23/05/2020 - 12:15