انشيرى و آدرار و تكانت و كيديماغا... حضور إعلامي خافت

لعبت الصحافة الجهوية دورا معتبرا فى طرح قضايا المدن و الولايات،التى حملت أسماءها تلك المواقع الألكترونية،و عبر تغطيات إعلامية و سياسية مختلفة،ظلت قضايا الوطن معروضة و محل متابعة متفاوتة .
 و فى هذا السياق يمكن القول، على وجه العموم،إن الوطن منذو انطلاق الصحافة المستقلة، مع مطلع التسعينات، حظي بمتابعة مجمل قضاياه و معاناته و مستجداته،سوى الأربع ولايات المذكورة فى العنوان،ظلت من أقل ولايات الوطن، حضورا إعلاميا،ولا أعنى أنها غير مستفيدة البتة، من الإعلام،لكن منسوب تلك الاستفادة محدود و ناقص،بالمقارنة مع ما ينبغى،على الوجه المقبول، قبل الأمثل و النموذجي !.
و آدرار فى العمق من هذا التدنى،رغم ما يفترض من حضور إعلامي حيوي،مفقود منشود.
شخصيا بحكم انتمائى لهذه الولاية،أبذل جهدا ملحوظا فى هذا الصدد، لكنه لا يكفى،و هو ناقص فى تقييمى، لسببين.
الأول، أن البعد الشامل الوطني،يطغى و يهيمن على عقليتى و خلفيتى السياسية و الإعلامية،و السبب الثانى،أن جهدى جهد فردي، يستغرقه شأن الوطن و قضايا الأمة ،و لولايتى نصيب معتبر من اهتمامى الإعلامي المتواصل،لله الحمد.
لكن مشاكل ولايتى، آدرار ،كثيرة، و تحتاج لتضافر الجهد و الاهتمام الإعلامي الواسع،و لا يكفيها جهد فردي محدود.
انشيرى استفاد الأجانب من نحاسه و ذهبه،خصوصا من ضواحى المدينة،فى كدية "أم اكرين"،لكن حظ المدينة و ساكنتها و ماشيتها،كان التلوث و تواصل موت الفجأة، دون سابق إنذار،نظرا لعدم استعداد المستثمرين الأجانب للإنفاق، على تلك المستلزمات الوقائية،و رغم أن أكجوجت،ظلت موطنا لاستغلال النحاس ،منذو سبعينات القرن المنصرم،و إلى اليوم،و استفاد منها المستثمرون الأجانب، ثروات طائلة،لا تكاد تحصى،أما أكجوجت و سكانها و مستوصفها و بنيتها التحتية و نشاطها عموما،فيرثى له باختصار !.
و يبقى التلوث البيئي و الفقر و الإهمال، أهم سمات أكجوجت و بنشاب،رغم بعض الدعاية و الأنشطة الرسمية الباهتة،المفتقرة للجدوائية و الإتقان و الشفافية !.
و فى هذا السياق، تخوض الحكومة فى بعض التحسينات على بعض أوجه الشبكة الطرقية فى أكجوجت،استعدادا، لتخليد ذكرى الاستقلال هذه السنة، و فى هذا الصدد ستنفق 4 مليارات أوقية،الله أعلم بمدى الاستقامة فى صرفها !.
و للتذكير، توجد شركة "تازيازت كنروس" ،فى ولاية انشيرى ،و مع ذلك تعتبر استفادة ولاية دخلت نواذيبو من شركة استخراج الذهب هذه،أكثر من ولاية انشيرى، التى تتواجد على أرضها،و إنما حظ الولاية من الشركتين المذكورتين،MCm و كنروس تازيازت، بالدرجة الأولى، هو التلوث البيئي ،و البيئة تدفع الثمن باستمرار و صمت و ألم و السكان و العمال يموتون فى غياب الرقابة و التعويض، و التضامن على الأقل !.
و لهذا السبب ، بدأ البعض من كبار أطر تازيازت الموريتانيين،يبتعد عمليا عن هذه المجزرة البشرية المشرعة،على المخاطر المختلفة و الموت المجاني، المفتوح على مصراعيه!.
ينهبون خيراتنا باستمرار،دون استفادة لائقة،مقابل رشوة السلطة القائمة و دريهمات معدودة، لبعض العمال، مع التعرض للمخاطر الصحية !.
أما تكانت، فماذا تعرفون عن تكانت،و أيكم يمكن أن يدعي أن طريق تجكجة -أطار، أصبحت سالكة،دون تقطعات و انقطاعات ذات بال!.
ولاية تكانت و كيديماغا فى ظلمة التغييب الإعلامي،و كأنها بوادى أو خلوات فى "لمريه" أو "آوكار"!.
تعيش  قضايا و معاناة ،هذه الولايات الأربع ،انشيرى،آدرار،تكانت و كيديماغا،فى ذيل الحضور الإعلامي،فى ساحة صحافتنا الألكترونية مثلا!.
و مع ذلك تنحدر جالية معتبرة، من اليد العاملة فى فرنسا و أوربا،من ولاية كيديماغا،و من أبرز مؤسسى القطاع الخاص الموريتاني،نخبة من رجال الأعمال من مدينة أطار،عاصمة ولاية آدرار،و مازالوا حتى اليوم فى واجهة هذا القطاع الحيوي!،أما تكانت فمعروفة بأطرها،و حضورهم المحوري، فى الإدارة الموريتانية،و مع ذلك لا تكاد تطرق معاناة هذه الولايات مثلا،بوتيرة كافية كاشفة!.
و انشيرى ليست أقل حظا،من حيث الأطر و عدد رجال الأعمال .
و فى المقابل،يقوم شاب واحد،فى عقده الرابع،حفظ الله،بتغطية يومية ،شبه شاملة،لمجمل مستجدات ولاية اترارزه،و خصوصا لكوارب و المذرذرة،من خلال موقعي لكوارب و المذرذره،الألكترونيين،و هو الصحفي الامع،إمام الدين ولد أحمدو ولد يرك،مدير موقع لكوارب .
الحضور الإعلامي يعنى حظا أوفر، من فرص التنمية و درء المخاطر،و العكس صحيح!.
أدعو نخبة لكوارب و المذرذرة، و غيرهم من أبناء الولاية و الوطن،للاعتراف و  التنويه بالجهد الجوهري الهام المضنى،لهذا الصحفي المتميز.

خميس, 12/09/2019 - 12:58