من اجل تاريخ للصحة فى موريتانيا

لم تكن توجد إلى غاية 1905 إدارة صحية محلية على الرغم من الحاجة الماسة لمثل هذه المصلحة، ليس فقط لتوفير الأمن الصحي للأعداد المتزايدة من الفرنسيين في البلاد الموريتانية، حيث أخذ عددهم في التزايد كلما تقدمت السلطات الفرنسية في تحقيق سيطرتها على مختلف مناطق البلاد وما تتطلبه هذه الوضعية الجديدة من زيادة في أعداد الإداريين ورجال الأمن والقادة العسكريين الفرنسيين، هذا فضلا عن حاجة السكان المحليين لمثل هذه المصلحة خصوصا إذا ما وضعنا في عين الاعتبار جملة من العوامل التي تجعل عملية نقل المرضي وإسعافهم في المركز الصحية الموجودة في منطقة السنغال مسألة شبه مستحيلة، نتيجة لصعوبة عملية التنقل وانعدام الوسائل الكفيلة بذلك.

 

وإدراكا من الإدارة الفرنسية لأهمية تقديم الرعاية الصحية للسكان المحليين باعتبارها عاملا أساسيا في تدعيم سياستها الهادفة إلى جذب واحتواء هؤلاء السكان، هذا فضلا عن الدور الفعال الذي يمكن العامل الرعاية الصحية أن يلعبه في دعم المزاعم الإنسانية لعملية السيطرة الفرنسية على البلاد الموريتانية، قامت السلطات الفرنسية بإنشاء ثلاث مراكز صحية في كل من تجكجة وألاك وداخلت إنواذيبو يشرف على كل منها ممرض يقدم الإسعافات الأولية والضرورية للمرضى الوافدين إليه من المناطق المجاورة لمركزه. وسيتضاعف عدد هذه المراكز الصحية ليصل سنة 1911 إلى سبعة مراكز:

 

-  نواذيبو

-بوتلميت

- المذرذرة

- المجرية

- كيهيدي

 

كما قامت الإدارة الفرنسية باكتتاب بعض العناصر الأهلية المهتمة بالمجال الصحي وذلك بهدف تكوينهم واعتمادهم ممرضين في هذه المراكز لتسهيل عملية التواصل بينها وبين السكان المحليين، وقامت أيضا ببناء ثلاث مستوصفات في كل من بوتلميت وأطار و انوذيبو حيث يتوفر مستوصف انواذيبو على ثلاث غرف تستخدم الأولى كغرفة استقبال والثانية كصيدلية، أما الغرفة الثالثة فتستخدم لإجراء العمليات الجراحية. هذا بالإضافة إلى بناية جانبية خاصة بالاستشفاء في حين اقتصرت مستشفيات اطار و بوتلميت على الغرف الثلاثة ( الاستقبال - الصيدلية والعمليات).

 

وستظل أعداد هذه المستوصفات والمراكز الصحية التابعة للإدارة الفرنسية في التزايد مع تقدم عملية السيطرة الفرنسية على الأراضي الموريتانية وازدياد ارتباط السكان المحليين بهذه الإدارة، حيث سيصل عدد المستوصفات التي يشرف عليها أطباء فرنسيون سنة 1933 إلى سبعة مستوصفات تتوزع على النحو التالي: 

 

- مستوصف أطار

ويضم هذا المستوصف بناية تتكون من ثلاث غرف تستعمل الأولى كغرفة استقبال وإسعافات أولية في حين تستخدم الثانية لعيادة المرضى، أما الغرفة الثالثة فتستخدم كصيدلية. هذا بالإضافة إلي جناحين عند طرفي المستوصف الأول بمثابة غرفة وقاية في حين أن الثاني مخصص لإجراء العمليات الجراحية.

 

-شنقيط

-سيلبابي

 

وعلى الرغم من الزيادة الواضحة في أعداد المستوصفات والمراكز الصحية وبالتالي في إعداد الأطباء والممرضين، فقد ظلت جميع المستوصفات إلى غاية 1933 تحت إشراف أطباء من الجيش باستثناء مستوصف كيفة الذي يشرف عليه طبيب مساعد مدني.

 

كما تجب الإشارة إلى أن الإدارة الصحية كغيرها من قطاعات الإدارة الفرنسية الأخرى حاولت جاهدة التأقلم مع الواقع الرعوي للمجتمع الموريتاني، حيث كان طاقم الأطباء والممرضين يقوم إلى جانب نشاطه في المستوصفات والمراكز الصحية التابعة له، بتنظيم جولات انتظامية لمناطق انتجاع السكان وزيارة المرضى الموجودين بعيدا عن هذه المستوصفات والمراكز الصحية.

 

وقد ساعد انتشار المراكز الصحية وتضاعف عدد الأطباء والممرضين بالإضافة إلى السياسية الصحية الرعوية المتمثلة في الجولات الانتظامية التي يقوم بها الأطباء على تحسين الوضع الصحي للبلاد الموريتانية وتقليص الهوة بين المواطن الموريتاني والإدارة الفرنسية واجتذابه إلى هذه المركز، حيث يوضح الجدول التالي زيادة أعداد الإستشارات الطبية وبالتالي أعداد المرضى الذين بدؤوا في عيادة المستوصفات والمراكز الصحية التابعة للإدارة الفرنسية (...)

كما أن أعداد المستوصفات والمراكز الاستشارية سيتضاعف بدوره حيث بلغت هذه المستوصفات سنة 1940 سبعة عشر (17) مستوصفا مقسمة على النحو التالي:

 

- سبعة مستوصفات على رأسها طييب أوروبي في كل من ( أطار وبوتلميت وكيهيدي وتجكجة وانواذيبو وكيقة ونواكشوط)

- ثلاث مستوصفات على رأس كل منها طبيب مساعد مستقل وذلك في كل من (بوكي كيهيدي وسيلبابي)

- مستوصفين على رأس كل منهما طبيب مساعد تابع لطبيب أوروبي وذلك في كل من في روصو و ازويرات ) 

- خمسة مستوصفات على رأس كل منها ممرض وذلك في كل من ( شنقيط وأكجوجت والمذرذرة و المجرية وئامشكط)

هذا بالإضافة إلى وجود تسع مراكز استشارية أسبوعية تتوزع على النحو التالي:

 

- ثلاث مراكز في دائرة الترارزة، كرك  وإديك وتونكن.

- ثلاث مراكز في دائرة لبراكنة: إيتالكون، وفالالد وسنردوكو

- ثلاث مراكز في دائرة أدرار: إكصير الطرشان، يغرف، وأوجفت.

 

لكن هذه النتائج جد الإيجابية التي استطاعت الإدارة الفرنسية تحقيقها لم يكن من الممكن إنجازها لو لا التنظيم الإداري المحكم لهذا القطاع حيث كانت المصلحة الصحية الخاصة بموريتانيا تضم سنة 1936: 

 

أ) - طبيب رئيس المصلحة الصحية لمستعمرة موريتانيا ومقره مدينة سين-لوي السنيغالية عاصمة المستعمر. 

 - طبيبين يعملان في الإطار الأول برتبة نقيب و الثاني برتبة ضابط

- خمسة أطباء خارج الإطار إثنان برتبة نقيب والثلاثة الباقون ضباط

ب) - خمسة أطباء مساعدين 

ج) - ستة ممرضين من الدرجة الأولى

- ممرض من الدرجة الثانية.

- ممرض من الدرجة الرابعة

- ممرضان من الدرجة السادسة 

د) - ممرضين مساعدين من الدرجة الأولى

- ممرضين مساعدين من الدرجة الثانية

- ستة ممرضين مساعدين من الدرجة الثالثة بالإضافة إلى ثلاثة مساعدين.

 

ويمكن تقسيم موظفي المصلحة الصحية من حيث تواجدهم في مختلف على النحو التالي :

 

 دائرة أدرار:

 

 أ) أطار

- طبيب نقيب إلى جانب طبيب ضابط

- ممرض مساعد من الدرجة الثانية

الدوائر

- مساعد

 

ب) شنقيط:

-ممرض من الدرجة الثانية 

 

ج) ازويرات: 

- طبيب مساعد 

 

دائرة أكجوجت:

أكجوجت: 

-ممرض مساعد من الدرجة الأولى

 دائرة داخلت انواذيبو: 

- طبيب نقيب

- ممرض من الدرجة السادسة

 

دائرة اترارزة:  

-طبيب نقيب

- طبيب مساعد 

- معرض مساعد من الدرجة الأولى

ممرض مساعد من الدرجة الثانية 

 

 

ب) روصو:

 - طبيب مساعد

- ممرضان من الدرجة الأولى 

ج- المذرذرة: 

معرض ساعد من الدرجة الثالثة

 

- انواكشوط: 

- ممرض مساعد من الدرجة الثالثة:

 

- دائرة لبراكنة: 

 أ- بوكي: 

- طبيب مساعد

- ممرض من الدرجة الأولي

- ممرض من الدرجة الرابعة

 ب- ألاك: 

ممرض من الدرجة الرابعة

 

دائرة كوركول كيهيدي : 

 - طبيب ضابط 

- ممرضان مساعدان من الدرجة الثالثة

- حارس مستوصف (وهو ممرض متقاعد ) 

 

دائرة العصابة: 

أ- كيفة: 

 طبيب ضابط

- ممرض من الدرجة الثانية

- ممرض مساعد من الدرجة الثالثة

 ب - تامشكط : 

-ممرض مساعد من الدرجة الأولي. 

 

دائرة كيديماغة سيلبابي: 

 - ممرض مساعد

- ممرض من الدرجة الأولى

 

دائرة تكانت

أ- تجكجة:

- طبيب ضابط

 - طبيب مساعد 

- ممرض من الدرجة الأولى 

- ممرض مساعد

 ب- المجرية:

ممرض مساعد

 

 

المصدر: محمد ولد الشريف أحمد، الإدارة الإستعمارية في موريتانيا، رسالة دكتوراه، جامعة تونس، 2001.

سبت, 04/07/2020 - 08:02