الترجمة والإستعمار في موريتانيا

أولُ ترجمةٍ لنص  موريتاني -حسب إطلاعنا الأن- هيّ إلى الفرنسية، وهيّ ترجمة ابولي poulet لنصّ النّابعة الغلاوي (ت : 1828) يصفُ فيه حياة محمد اليدالي (ت :1753) وقد نشرت سنة 1902 وتلتها ترجمة لمقاطع من قصيدة محمد اليدالي المذكور (صلاة ربي) ضمن دراسةٍ قام بها المُستشرق الفرنسي لويس ماسيون L.Massigon (ت : 1962) سنة 1909. ثمَ نشر اسماعيل همت 1910 ترجمة لنصين للشّيخ سيدي محمد الكنتي (ت :1826) هما مقتطفاتٍ من (الطرائف والتلائد) و (الغلاوية) . ونشر اسماعيل حمت نفسهُ سنة 1911 ضمن مجلدٍ واحد من نصين لليدالي المذكور (أمر الولي ناصر الدين) و (شيم الزوايا) ونصاً ثالثاُ معهما لوالد ابن خالنا (ت : 1789) : (الأنساب). 

 

وفي سنة 1912 نشر Michaux Bellaire فتوى الشّيخ سيديا باب (ت :1924) بعدم جواز مقاتلة النصارى الذين يحتلون البلاد ولا يتعرضون لمعتقدات الناس. 

كما نشر مترجم مجهول ترجمةً لرسالة الشّيخ سعد بوه بن محمد فاضل (ت : 1917) وهيّ (النّصيحة العامة والخاصة في التحذير من محاربة افرانصة). 

 

وفي سنة 1916 نشر Paul Marty ترجمة لكتابِ امحمد بن أحمد يورة ( ت:1922) المعنون (إخبار الأحبار بأخبار الأبار). ونشر الكاتبُ نفسه سنة 1921 ترجمةً لمنظومتين إحداهما قصيدة لليدالي في مدح أمير البراكنة، والثّانية منظومة الوفيات لببكر بن حجاب (ت :1904). 

ثم أيضاً سنة 1927 ترجمةً لـ (حوليات ولاتة و النعمة). وفي سنة 1930 نشر J.beyries ترجمة لبعض الأمثال و الأقوال المأثورة الموريتانية. 

 

وفي سنة 1939 نشر vicent monteil ترجمة لـ (حوليات تيشيت) كما نشر الكاتبُ نفسه سنة 1951 دراسة عن الرموز الخطية السرية عند البيظان : (الأبجديات السرية في الحوض) وتضم بعض المرمات، وبين نشر هذين العملين نشر المعهد الفرنسي بافريقيا السوداء ترجمةً لعمدة أوفى بن أبي بكر ( ت :1882) في الطب لمحمد ابن ابي عبدم ( ت :1977) ولعلها أقدمُ ترجمةٍ لنصٍ من لغة لأخرى قام بها موريتاني، حسب المصادر المتوفرة حتى الأن. 

 

وفي سنة 19 53 نشر مراد تفاحي ترجمةً للقسم الإجتماعي التّاريخي من كتاب ( الوسيط في تراجم أدباء شنقيط) لسيد أحمد بن الأمين ( ت :1913) وفي سنة 1968 نشر الأستاذ أحمد بابا ولد أحمد مسكة دراسةً عن كتاب الوسيط المذكور بعنوان (الوسيط : لوحة لموريتانيا في نهاية القرن التاسع عشر) ثم أتبعها سنة 1970 بأخرى بعنوان (الوسيط : لوحة لموريتانيا في بداية القرن العشرين) ويضم العملان بعض النصوص المترجمة من بينها نصوص شعرية وفي سنة 1971 نشر الأستاذ الدكتور محمد المختار ولد اباه دراسة بعنوان (مقدمة للشعر الموريتاني) ثم أتبعها بأخرى عن الفقه المالكي وتطوره في موريتانيا، وبها نصوص مترجمة قليلة. 

 

وقد أنجز الأستاذ عبد الودود ولد الشيخ ما يزيد على إثني عشر عملاً فيما بين 1995-1997 كلها حول موضوع المجتمع الموريتاني، وهيّ تضم في أغلبها بعض الوثائق المنقولة من العربية. وخاصةً منها عمله الكبير عن (البداوة و الإسلام و السلطة السياسية في مجتمع البيظان ما قبل الإستعمار) كما أنجزت الأستاذة كاترين الشّيخ فيما بين 1984-1995 إثني عشر عملاً أو أكثر كلها عن اللّهجة الحسانية : بنيتها و دلالتها و شعرها، وهيّ تخلو من بعض الفقرات المترجمة لكن أهمها يظلُ ذلك المعجم المزدوج من الحسانية للفرنسية الذي ورد في ستة أجزاء نشرت في ما بين 1988- 1990.

 

و أنجز الأستاذ محمد المحجوب بن بية 1988 بحثاً عن تاريخ الشّعر الموريتاني المناضل ضمّنه بعض المقاطع المنقولة عن العربية ونشرت Sophie Caratini وأخر معها سنة 1992 ترجمة لكتاب محمد سالم ولد عبد الحي (ت :؟) معنون بـ (جوامع المهمات في أمور الرقيبات).

 

ولئن كانت الفرنسية قد أخذت نصيب الأسد في نقل التراث الوطني المكتوب ولأسباب تاريخية معروفة، فإنّ غيرها من اللّغات اعتنى أيضاً بنقلِ هذا التراث. 

 

وأهم من نقل إلى اللغة الإنجليزية هوّ Ht.Norris الذي ترجم جزئياً أو كلياً نصوصاً متعددة مِنها : 

- (صحيحة النقل..) للشيخ سيدي عبد الله ولد الحاج ابراهيم (ت : 1818).

- (إمارتا إدوعيش ومشظوف) للشيخ سيديا باب (ت :1924).

- ( نزهة الأخيار في الغامض من الحروبِ و الأخبار) لعبد الودود ولد إنتهاه ( كان حيا 1933).

- (فتوى محمد المختار بن الاعمش) (ت : 1669) في أمر ناصر الدين (ت: 1673) و محمد المجذوب ( توفي أواخر القرن السّابع عشر). 

- ( مقتطفات من تاريخ الدولة اللمتونية ) لمحمد امبارك اللمتوني (ت : 1873)

- (مقتطفات من رحلة الطالب أحمد ولد الطوير الجنة) (ت : 1848)

 

وقد ترجمت نصوص قليلة إلى اللغة الألمانية و الإسبانية، لا نٌطيل هنا بذكرها لأنها في الغالب من غير التراث المكتوب : أي من الفلكور. 

 

وبالرغمِ من أنّ اللهجات المحلية -بما فيها الحسانية- لهجاتٌ غير مكتوبة حتى الأن فإنّ بعضاً من النّصوص الفلكلورية قد تُرجمت إلى الفرنسية. ومن أبرزها ذلك العمل الذي نشره Henri Gaden سنة 1931 وهوّ ترجمةُ لبعض الأمثال والحكم البولارية والتكرورية أتبعهُ سنة 1969 بمعجم بولاري فرنسي.

 

 وأنجز الأستاذ عُمر با العديدَ من الدراسات باللغة الفرنسية عن اللهجة البولارية، من أهمها مُعجم صغير بولاري فرنسي ثم العمل الذي نَقلهُ زميلنا الأستاذ الدكتور جكانا عثمان موسى ونشرهُ بعنوان (الأناشيد التقليدية في بلاد سوننكي) وهوّ منقول من اللهجة السوننكية كما هوّ واضح من العنوان، والنّصوص الملحمية التي نقل الأستاذ كريرا اساقا عن البولارية ضمن دراسةٍٍ بعنوان (الملحمة البولارية) وَنقل زميلنا يَحي ولد البراء إلى الفَرنسية قصيدةً باللهجة الصّنهاجية كتبها والد ابن خالنا. 

 

ولَيست كلٌ هذه الأعمال المُتعددة إلّا بعض ما نُقل حَتى الأن إلى اللغة الفرنسية التي بَلغت الدراسات المنشورة بها عَن موريتانيا ما يُناهزُ ثلاثة ألاف عمل. وضِمن الكثير من الدراسات بعض النصوص و الوثائق المترجمة يقتضي حصرها عملاً طويل النّفس لا يتسع المقام له. 

 

 المصدر: د. محمد ولد عبد الحي: البحث في حقل الترجمة بموريتانيا. حوليات كلية الأداب، 1999، العدد6، ص158-15

جمعة, 31/07/2020 - 23:42