حرب الصحراء: الهجوم على "بير كندوز"

في وقت مبكر جدًا من صبيحة يوم  4 نوفمبر 1977 ، وصلت 85 سيارة للعدو بغية تشكيل وإعداد  هجوم على حاميتنا في بير كندوز.  تنبه أفراد الحامية الصغيرة بفعل ضجيج  سيارات العدو ، وبدأوا في التحرك للدفاع عن الحصن ، اللذي يعتبر  البنية الوحيدة  ممتدًا إلى أقصى حد يمكن أن تراه العين.

إبتداء من الساعة الثامنة صباحًا ، بعد أن حاصر  العدو  قواتنا  وقطع  عليها جميع طرق التراجع والفرار   مركزا  كل قوته النارية على الحصن استجاب السرب عن طريق إطلاق نيران قذائف هاون 81 مم ، ومدافع هاون 60 مم وMit 30 الوحيدة لديه. الفصيلة الآلية العالقة داخل الحصن لم تعد لديها إمكانيات للمناورة ولمدة ثلاث ساعات سوف تصمد الحامية أمام القوة الهائلة للعدو بوسائلها المتواضعة و في مرات عديدة، نجح السرب في إحباط هجمات  متكررة للعدو  وإجباره على الإنسحاب.  لا يزال السرب الصغير الذي يتألف من ستين رجلاً بقيادة ضابط صف متحصنا في الحصن الصغير ، يقاوم الهجوم بغية كسب بعض الوقت إنتظارا لوصول التعزيزات.

بعد تحذير من هيئة الأركان الوطنية ، حوالي الساعة العاشرة صباحًا ، أقلعت طائرات  T6 المغربية من الداخلة وتلقت وحدات المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية أوامر بالتدخل لصالح الحامية الصغيرة ، مع إحتمال اعتراض العدو في ليغارا وهي ميدان  يصعب النفاذ إليه بسبب وعورة التضاريس .

 

خطأ فادح

 

حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً، تم إرسال عنصر من أوسرد لتزويد وحدات المنطقة العسكرية الأولى التي كانت تعاني من شح المياه.

حوالي منتصف الليل ، حينما كانت وحدات 1 RM على بعد 80 كيلومترًا من ليكارا  والمجموعة الفرعية 21  تغادر حامية أفديرك ، ​​حلقت طائرة T6 المغربية فوق حصن بير كندوز وأبلغت عن وجود سيارتين متضررتين على ما يبدو. والعديد من آثار االسيارات اللتي كانت تتجه شمالا. في الوقت نفسه غادرت طائرتان  قاعدة غاريم وقاعدة أطار الجوية في وقت متزامن ، احداهما  نحو بير قندوز لتقديم الدعم الجوي والآخرى نحو إنواذيبو بغية التزويد بالذخيرة.

وصل الطيار   إلي موقع الهجوم في الساعة 12:30 ظهراً ، وسيستمر في التحليق فوق منطقة الإشتباك ويقدم معلومات عن العدو ولن يغادر المنطقة حتى الساعة 3:30 مساءً.

حوالي الساعة الخامسة مساءً ، مرت وحدات المنطقة العسكرية الأولى أمام العدو مباشرة دون أن تدرك ذلك. ستظهر وحدة التشكيلة وجهاً لوجه مع عنصر إضاءة العدو ، معتقدة أنه عنصر صديق فاقد للتوجيه وإدراكًا لخطئها، ستقوم الوحدة بالإشتباك مع العدو ، ثم لفترة من الوقت سوف يسود إرتباك  يستفيد منه العدو لتجاوز الوحدات ومواصلة مراوغتهم. في هذه اللحظة الدقيقة من التردد والإرتباك، تصل فصيلة إمداد المياه  -تتدحرج علي آثار مسارات الوحدات-  إلي الميدان من الإتجاه الذي يوجد فيه العدو وستؤخذ تحت نيران صديقة. يعتقد قائد الفصيلة الدركي من الدرجة الثالثة  دياه ولد معيوف ، ومساعده الرقيب الحرسي محمد ولد ميسارة ، أنهما سقطا في كمين ولأجل تفاديه ينحرف إلي الإتجاه المعاكس الذي سيوصله إلى الإتجاه الحقيقي للعدو ليجده في حالة تلاحم مع الدورية  اللتي يقودها  قائد الفصيل فيشاركهم في قتال بطولي، بعد أن نجت الدورية بقيادة الرقيب محمد ولد ميسارة. وقبل الإستسلام ، ستقوم الدورية بتحييد مركبة B 10 التي سيتركها العدو في الميدان، تحت ضغط الأحداث . 

عندما وصلت وحدات المنطقة العسكرية الأولى إلى موقع اشتباك الدورية مع العدو بعد أن أدركت الخطأ الفادح ، سيجدون جثامين دياه ولد معيوف وطاقمه ومعداته: سيارة 11 / 13 البرق وسيارة B10 اللتي تم تحييدها . مع بداية الغسق ستخيم الوحدات في مكانها وسينتهز العدو الفرصة للقيادة خلال الليل عن  طريق إطفاء أضواء السيارات لتوسيع الفجوة. سيعود الرقيب محمد ولد ميسارة إلى تيشلا بعد يومين مع دوريته كاملة.

 

يتواصل

 

العقيد المتقاعد محمد الأمين ولد طالب جدو

 

 من   مذكرات:

‘’La Guerre sans Histoire’’

"الحرب بدون تاريخ"

 

ترجمة اقلام

أربعاء, 05/08/2020 - 01:19