حكومة المحاكمات

كل المؤشرات تدل على رغبة الرئيس الحالي و مدير ديوانه و ربما رئيس حزبه الحاكم فى تعيين حكومة طاقات جديدة حية فاعلة واعدة،لكن طبيعة الأشهر الراهنة،قد لا تسمح بإخراج تلك الحكومة، التى يتوق لها الكثير من الموريتانيين،و قد تكون بعض موانع ظهورها، من زاوية المحاسبات الجارية و المرتقبة من حين لآخر مع الرئيس السابق ،محمد ولد عبد العزيز،الذى قد تنعقد من أجل التمهيد لمحاكمته دورة برلمانية استثنائية!.

فعلا خيبت حكومة الأحد، 9/8/2020،آمال كثير من الموريتانيين، بمن فيهم ربما بعض أعضائها و حتى بعض صناعها و مخريجيها ،و ذلك بسبب الاحتفاظ بوجوه عدة، لا تصلح ربما لغسل الأوانى ،فمن باب أولى قيادة قطاعات حكومية حساسة و هامة ،و العزاء الوحيد فى إخراج هذه التشكيلة العرجاء، ربما تكون حساسية و خصوصية الظرف المحاسبي الراهن .

أظن أن صاحب الفخامة يمتلك الشجاعة و وضوح الرؤية فى هذا الصدد،و موقن أن شرائح واسعة يميلون بقوة للتغيير ،عبر اختيار حكومة محاصصة منصفة و خبرات وطنية جديدة، تمنح فرصة الثقة و التجربة فى الإصلاح و التنمية و الابداع، من أجل خدمة الوطن و المواطن دون تمييز إطلاقا،لكن يبدو أن هذا الفريق الحكومي المأمول قد يتطلب مرور بعض وقت المحاسبة و الردع المفقود و المنشود بإلحاح.

و لهذا بدل هذا التوجه ظهرت بعض الأوجه الممجوجة على رأي البعض، كاشفة عن بعض صداقات الرئيس و مجاملته لأسر تقليدية وازنة،حسب تقييم البعض،و هو أسلوب لم يتبعه فى معاملة آخرين، يستحقون ذلك، على رأي آخرين!.

فإذا كان ولد غزوانى حرص على مجاملة أسرة أهل الشيخ سيديا، عبر توزير النوه بنت الشيخ سيديا،إثر تسريح إسماعيل و فشله فى كسب ثقة الرئيس الحالي بل ربما قطاعات واسعة من الرأي العام الموريتاني،كما حرص على مجاملة من يقدر و نقدر جميعا العلامة عبد الله ولد بي عن طريق توزير ابنه على رأس القطاع العدلي، رغم نجاحات ولد رمظان،و من وجه آخر تجاهل الدور السلبي المحتمل لولد داهى، المحافظ السابق و احتفظ به وزيرا،مخافة أن يقال فى المسار المحاسبي استهداف و تصفية،فلماذا رغم كل هذه المجاملات العاطفية السطحية،حسب رأي البعض، لم يعد الاعتبار لمجموعات وازنة و مفيدة بحق و إفحام،فى الوطن عموما و الشمال خصوصا،الذى يبدو أن الرئيس الحالي ،محمد ولد الشيخ الغزوانى و فريقه المهيمن، لا يقيم له كبير وزن و اعتبار ذى بال،بحجة ربما قلة الساكنة شمالا، رغم تركز الثروات و العنصر البشري الفاعل المؤسس المبدع،و لكن أهل الشمال يحرصون على ترجيح كفة الاستقرار و طول النفس، رغم الظلم و التجاهل و المعاناة و الغبن و الإقصاء الصريح الممنهج المتصاعد،منذو وصول ولد غزوانى للسطلة،حسب ما يدعى الكثير من نخبة الشمال الصامتة، صمت الألغام النائمة مؤقتا !.

اثنين, 10/08/2020 - 22:32