هل عطس الثور؟! / محمد تقي الله الأدهم

في قائمة الميثولوجيات(list of mythology ) أسطورة تقول : إن الأرض على صخرة ،والصخرة على قرن ثور ..

إذا حدث أن حرك الثور قرنه، يهتز الكوكب وتثور البراكين وتنتشر الزلازل..

أما إذا عطس ،فيتطلب الأمر نقل الحمولة ( الصخرة والأرض) من قرن الثور إلى قرنه الآخر،وحينها - حسب الأسطورة - تتغير أشياء كثيرة ..

استحضار المفردات الميثولوجية في هذا المقام، لايرمي إلى بعث المعتقد الخرافي ، بقدرما يستهدف لفت النظر بشيءمن التشويق الدرامي إلى حجم النقلة الكبيرة المفاجئة التي عرفتها البشرية هذا العام .

أعتقد جازما أن "الثورعطس" بالفعل..

فجأة ودون سابق إنذار ..استيقظنا على منظومة صحية عالمية منهارة  ، أمام كوفيد19، وسط صراخ الباحثين العاجزين ، واختطاف طائرات محملة بالكمامات وقرصنة بواخر من قبل "دول عظمى"  بات أكبر همها أن تجد مقابر لدفن الجثث المرمية بالطرقات ..

لا علاج ولا وقاية .. ولا ثقة مطلقا في خلاصات الطب ونصائح الأطباء.

عطس بالفعل ! لأن تقنية  "الفيديو كونفرانس "أصبحت الوسيلة الوحيدة المتاحة، لتبادل آهات وأحزان " الزعماء الكبار" المحاصرين في مكاتبهم ،جراء جائحة تستفحل يوما بعد يوما..

تاهت المثل ، وضاعت الشعارات ، وسقطت الأقنعة :

نقلت الشاشات بالصوت والصورة ، اغتيالات مخجلة وتصفيات عرقية وعمليات سلب ونهب في بقاع، كنا نحسب ترابها جنانا ، وسكانها نموذجا للتسامح والرقي والعدل.. 

رأينا الكبار الأقوياء يتنابزون بالألقاب ويهدد بعضهم بعضا ، وهم من عودونا على الحديث عن "السلام " و"الأمن " الدوليين، وعلمونا تهجي حروف احترام 

"حقوق الإنسان".. 

بالفعل ، عطس الثور ..

ألم تتأملوا أحداث ومجريات رئاسيات الولايات المتحدة الأمريكية !

 ⁃ في المناظرة  فشل المرشحان في امتلاك قاموس لائق ، واستخدم ترامب عدة مرات مفردات ساقطة ، أفقدت الديمقراطيةالعريقة رونقها وبريقها الأخاذ..

 ⁃ وجاءت الطامة الكبرى متمثلة في رفض النتائج بسبب "تزوير واسع "و "تصويت موتى"! تزوير انتخابات في الولايات المتحدة ، وظهور أسماء موتى في قائمة المصوتين !   يمكن أن يحدث مثل هذا الأمر في القارة السمراء ، أو في بلد متخلف أنهكه نظام شمولي لايعرف التناوب ، ولديه تحديات تقنية .. أمافي بلاد العم سام ، فعجب عجاب دفعني إلى استحضار الأساطير  والخوض في الميثولوجيا .

إذا واصل الثور هز قرنه ،فمن يضمن أن لانرى في القريب العاجل مراقبين من كوريا الشمالية يشرفون على سير عمليات الاقتراع في الولايات المتحدة الأمريكية بهدف التأكد من عدم حدوث تجاوزات ترقى لمستوى يستدعي إعادة التصويت برمته؟!

لاتستغربوا ، فالعالم يتشكل من جديد ، والثور أنهكت الصخرة قرنه ، ارتعدت فرائصه وتعالى خواره ...

إلى الله أشكو ضعف قوة الأمة وقلة حيلتها..

اثنين, 09/11/2020 - 18:37