انتصارا للغة الضاد

هي اللغة الجزلة الألفاظ .. الفخمة المبنى و الأنيقة الحرف .

حرفها تحفة و رسمه فن، و في ذلك أبدع الخطاطون إبداعا، و أشرقت لوحات الرسامين إشراقا .

تتدفق كلماتها منسابة سلسبيلا، كالماء الرقراق في جنة فيحاء .. كاللحن العذب الرخيم .. كالنسيم العليل حين يهب أصيلالا من تحت خيمة محاطة بمروج خضراء، خفقت أطنابها فوق ربوة نظيفة من أدران المدينة ورطانة لغات مستعمرينا .

هي البيان لمن أراد البيان و الفصاحة .. هي الجمال لمن رام الجمال و الأناقة .

فيها من رشاقة اللفظ ما يبهر اللسان، و من سحر البيان ما يأسر الألباب، ومن حلاوة النطق ما يزيل الهم و مرارة الياس و رتابة الشغل .

هي البحر ؛ و البلاغة ساحلها .. هي البدر ؛ و البيان نورها .. هي الغيمة ؛ و القريض غيثها .

  شعرها لحن من دون نوطة، و نغم معزوف من دون وتر، و نثرها ثري يغني عن كل لغات بني الإنسان .

فيها وجدت من كبرياء كليب، و فخر المتنبي، و فحول عنتر، و جود حاتم، و حكمة لقمان، و جنون قيس، ما يجبل القلب على حبها، و يعتق النفس من طوق الخمول و مغريات السوء .

لقد حوت كتاب الله؛ فزادها ذلك جمالا و ألقا و خلودا .
فكيف بها لا تكون مؤهلة للعلوم التجريبية ؟
و لم لا تكون لغة المسلمين الرسمية ؟ و هي لغة أهل الجنة .
و لم نرسمها في الدستور و نهجرها في الإدارة ؟ 
أم أن ذلك نوع من ترويضنا على عدم تقديس الدستور ؟

           الحسن ولد محمد الشيخ

خميس, 12/11/2020 - 11:55