تحليل: المآلات المُحتملة للصراع فى الصحراء الغربية

التطورات الميدانية في الصحراء الغربية غامضة بسبب عدم وجود إعلام مستقل في الميدان.

والقراءة الأولية تشير إلى أن تكتيكات الفريقين وحالة اليوم الثاني من حرب الصحراء الثانية تتمثل في التالي:

- دفع الصحراويون المغاربة إلى البدء في وقف إطلاق النار باختراقهم للجدار العازل بعد ثلاثة أسابيع من إغلاق مدنيين جمعويين صحراويين للمعبر؛ ثم أعلن الصحراويون نهاية وقف إطلاق النار وبدأوا في عمليات عسكرية يصفونها بالواسعة بعيدا عن شريط الگرگارات.

- فتح المغاربة المعبر وأمنوه وبدأوا في جلب الهندسة العسكرية لتعبيد ماكانوا منعوا من تعبيده منه، ووصفوا عملية فتحه بالسلمية ونجحوا في ذلك بعدم الظهور كقوة تقتل المدنيين أو تتعارك مع من طالما أسمتهم وهميين، بحيث لم تثبت إصابات في صفوف الفريقين رغم وقوع تراشق.

- يظل المعبر قابلا للاشتعال في أية لحظة ويرجح أن تنفطم عنه موريتانيا تدريجيا نظرا إلى أن حركته من جديد في ظل حالة الحرب ستكون مشوبة بالحرج ومهددة بالتقطع في أجواء الكر والفر، رغم أن المعبر شرارة أكثر منه ساحة حرب لأسباب توبوغرافية وجيوسياسية (ضيق ومتاخم لبلد حيادي)

- دول الخليج الأربع المتصارعة فيمابينها قطر وأخواتها وانضافت إليها سلطنة عمان المعروفة بحيادها؛ تحدثت مصادر إعلامية مغربية عن تأييدات ثنائية لها للمملكة المغربية، ودول الطوق الصحراوي (موريتانيا والجزائر) اكتفت بالدعوة لضبط النفس ووقف النار.

- الفضائيات العربية كبيرة الإمكانيات (قناة الجزيرة والعربية مثلا) ستسكتان عن التغطية لسببين ، أولهما أن دولتي الوصاية انحازتا للمغرب وثانيهما أن منطقة الصراع هي في أطراف العالم العربي ولاتهم المشاهد المشرقي ولا يراد لها أن تهمه.

- الإعلام الغربي الناطق بالعربية مهمش داخل قنواته الأمهات ويكتفي ببرامج الحوارات في تغطية الملف.

- الواتساب والفيسبوك تحولا إلى أكبر مصدر للأخبار في هذا التطور الأخيرحتى للقنوات التلفزيونية العريقة؛ رغم تفشي الأخبار الزائفة الصادرة عن نشطاء الفريقين الصحراوي والمغربي (مثل انتشار فيديو لراجمات صوريخ اغراد سعودية في الجبهة اليمنية على أنها عملية قتالية صحراوية، وانتشار فيديو للمنقبين عن الذهب في صحراء الجزائر باغتتهم مروحية للأمن الجزائري على أنهم مقاتلون صحراويون فروا من الجيش المغربي) 

- موت فعلي للجامعة العربية وضعف عملياتي للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

- تقبل جماهيري واسع لدى الصحراويين لعودة القتال ناجم عن طول الجمود في مسلسل التسوية الأممي، ونجاح الآلة الإعلامية الصحراوية في إعادة استخدام كلمتي الذل والعار في وصف الجدار الأمني المغربي العازل بعد أن تبناهما الإعلام المغربي طويلا لوصف مخيمات اللاجئين الصحراويين في جنوب الجزائر.

- الأوضاع مرشحة لتطورين خطيرين؛ احتقان عسكري بتوغل هنا أو توغل هناك من الفريقين أو أسر هنا أو إثخان هناك سيؤثر على الجبهة الداخلية لأحد الفريقين وقد يجر لتدخل طرف ثالث. ثم تحول الحرب إلى الداخل الصحراوي بالتظاهر والاعتصام ضمن أجندا مسبقة ستزيد الطين بلة.

بالمحصلة المغرب لم يكن يريد الحرب والبوليساريو أرادتها، والمجتمع الدولي كاد أن ينسى المشكلة بعد أن تناساها؛ وتحركات الأعضاء الدائمين محكومة بسكرات الجمهوريين الأمريكيين بعد فقدان السلطة وهشاشة المحافظين في بريطانيا أمام البريكسيت وكورونا وانحياز فرنسا لطرف دون آخر والبكم الصيني المزمن وخجل روسيا حين لاتتكلم أمريكا مما يرشح تسارع الأحداث العسكرية على حساب الأحداث الدبلوماسية.

إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

سبت, 14/11/2020 - 18:09