عزبز والمؤامرة على الشعب!

من حيث الشكل، حرص الرئيس السابق على استحضار الرئاسة وكأنه ما يزال هو الرئيس؛ فكانت الصورة المكبرة في الخلفية وصور أخرى لما يعده إنجازات كبرى. والسيدة الأولى تجلس في المقدمة...
أما من حيث المضمون فنحن أمام خطاب (ثقافة وروح وأخلاق) رجل سلطة مقابل بالنقيض لخطاب وأفكار "رجل الدولة"!
 وبالنسبة للتفاصيل فحدث ولا تمل عن التكرار والاجترار والارتباك:
• المحور أو اللازمة الحاضرة في الخطاب هي "المؤامرة على الشعب"، ولكن ما هي تلك المؤامرة، ولماذا تتركز عليه هو وكيف...؟ لا شيء!
• الجهد كله، وربما المؤتمر من أساسه، ينصب على جعل القضية الأساسية (الفساد والثروة) مجرد سؤال ثانوي ضمن تلك المؤامرة!
• كلما طرح ذلك السؤال الجوهري (من أين لك هذا؟) المتردد على كل لسان، والذي هو ـ على بساطته ـ القنبلة المدمرة ماديا ومعنويا، يهرب الرئيس السابق إلى أشياء أخرى كررها مائة مرة دون تجديد ولا إقناع. 
وبين الاعتراف بالثروة وإنكار أن يكون الشعب يطرح ذلك السؤال (كالأرياف) يجد الرجل في الاتهامات الجزافية "للمتآمرين" من الأغلبية والمعارضة "السابقة" المهرب العشوائي!
• الاسترسال والحماس في الاتهامات والادعاءات، كثيرا ما أنست الرجل أن معظم الأوضاع التي ينتقدها وينقمها هي من صنيعه هو نفسه، ويتحدث عن الحالة العامة كما لو كان غادر السلطة قبل جيلين أو ثلاثة أجيال... دون ملاحظة أنه تركها قبل حوالي 20 شهرا، وما تزال على نهجه تسير؛ بل ما يزال كثير من رجاله يحتفظون بوظائفهم السامية في النظام الذي يسلقه، كمن يطلق النار على قدميه!!
• الصفات الشعبوية المميزة ما تزال هي هي: تزكية النفس، والإيمان العميق بالقبلية والتبجح بـ"البطولات" الشخصية و"اتفگريش" (الانقلابات، تهديد النواب...) و"متن العلبة" (الاستمرار في السياسة ورفض التهم وتحدي الدولة نفسها)...
• أثار السؤال عن أسفه على عدم التعزية في الرئيس اتشادي مع أنه تغيب عن جنازة الرئيس السابق الطيب سيدي ولد الشيخ عبد الله وعن التعزية فيه مع القرب، ارتباك الرئيس السابق ولم يوفق في الجواب عنه. 
• ولعل أطرف ما في الحديث والردود على مدى ساعتين، وأقوى مؤشر على الصدقية، كان قوله إنه لم يكن يحب المادة 93 من الدستور ولا يرغب فيها!!
أخيرا سألت بعض من تابعوا هذا المؤتمر الصحفي عن خلاصة لما خرجوا به، فقال قائلهم: 
"هو الأسى والألم على أن هذا الرجل كان فعلا رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية"!

خميس, 29/04/2021 - 16:14