خبير: نواذيبو في عين عاصفة التغير المناخي

قال الخبير بالمعهد العالي لعلوم البحار، محفوظ ولد الطالب، ان العواصف العنيفة التي ضربت ساحل نواذيبو في سبتمبر 2023 أدت إلى تآكل الخط الساحلي الرقيق  في بعض الأماكن، وأظهرت الحاجة إلى التحرك في أسرع وقت ممكن. ففي كل مرة ينحسر الساحل أكثر.
وأضاف الخبير الموريتاني، فى مقال له، ان الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ،  GIEC، وهي الهيئة العلمية الرائدة في العالم، حذرت في تقاريرها المختلفة، من زيادة خطر التآكل والغمر على نطاق عالمي. والساحل الموريتاني هو من بين الأكثر تضررا.
واعتبر إن ظاهرة الغمر البحري تؤدي إلى تفاقم تآكل السواحل كما أن تآكل السواحل يسهل الغمر البحري (يدخل البحر إلى اليابسة). ظاهرتان غالبًا ما تكونا مرتبطتين ارتباطًا وثيقًا وتعملان معًا في بعض الأحيان. ومع ظاهرة الاحتباس الحراري، نشهد ارتفاعا في مستويات سطح البحر مما يؤدي إلى تفاقم هذين الخطرين.
ونبه الباحث إلى ان  ساحل نواذيبو، الذي كان من المفترض أن يكون محميا، على الأقل في بعض الأماكن عن طريق منحدرات الجرانيت، أصبح منطقة  شديدة الضعف. وعلى الرغم من أن التهديد حقيقي للغاية، إلا أنه لم تتم دراسته إلا بشكل قليل، وبالتالي لم يتم فهمه بشكل جيد. ولا تتم مشاركة التشخيصات النادرة. كما إن الجمع بين مخاطر التآكل والغمر البحري بعد ارتفاع منسوب سطح البحر وكذلك آثار الأنشطة البشرية المرتبطة بالتنمية الصناعية والسياحية في المنطقة الساحلية لنواذيبو أصبح واضحًا.
 

 

هل ننتظر حدوث الكارثة؟

 

تسائل الخبير ولد الطالب بنبرة أسى: هل يجب أن ننتظر حدوث كوارث كبرى لنبدأ بالتعبئة؟ ومن الواضح أن موجات المد والجزر المرتفعة في سبتمبر 2023 ليست كافية بعد لخلق موجة الصدمات الكهربائية المفيدة في كثير من الأحيان، والتي تؤدي إلى الحركة قبل فوات الأوان و/أو أن يكون العمل على الحد من الضرر مكلفًا للغاية.
لا يبدو أن خطر التآكل والغمر البحري في ساحل خليج نواذيبو غير محدد كميا، ولا يتم رصده، ولا يتم رصده على الأقل بالنسبة للقطاعات التي من المحتمل أن تمثل أكبر التحديات: العقارات والبنية التحتية والمصانع. السواحل الرملية هي الأكثر تعرضًا وبالتالي تمثل أكبر المخاطر: خليج كانصادو (موانئ الصيد، مصانع الصيد..، المقر الجديد لخفر السواحل والمعهد الموريتاني لبحوث المحيطات، إلخ)، وأيضا (مصانع دقيق وزيت السمك، المطار الدولي، ميناء الصيد، المناطق السكنية).
 

أربعاء, 24/04/2024 - 22:30