وأخيرا رفعت إيران التحدي !

في هذه الليلة كسرت إيران المحرمات  معظمها إن لم يكن كلها .
فقد هاجمت إسرائيل من الأرض الإيرانية و تم استخدام أعدا كبيرة من الصواريخ الباليستية و المجنحة مع أسراب  من مئات المسيرات كما طال الهجوم المناطق الأكثر حساسية في الأراضي المحتلة حيث جرت الاعتراضات في معظم مناطق " غوش دان " أي قلب إسرائيل وهي تل آبيب وحيفا والقدس  هذا فضلا عن منطقة بئر السبع  و إيلات و ديمونه  ومطار رامون والجولان و الجليل . يعني الكل في الكل من جغرافية فلسطين التاريخية.
بالفعل كانت هناك هجمات فرعية هامشية للتناغم و التذكير  محدودة الحجم والتأثير من جهتي  لبنان و اليمن .
أمريكا اضطلعت بمهمة التصدي الفاعل للهجوم  و احباطه بنجاح فيما تعلق  بالمسيرات التي أسقط معظمها حتى خارج إسرائيل.
كانت مع أمريكا  في التصدي  بريطانيا و ربما فرنسا التي لها سفن في الساحل  . 
هذه ليلة لا كالليالي ومشهد سريالي وتاريخ يكتب .
الشرق الأوسط سيستيقظ  غدا على يوم جديد وكذلك العالم.
لا بد لإسرائيل من أن ترد وإن كان القرار النهائي  حول شكله وحجمه  سيكون مشتركا أو بيد أمريكا .
الرد  الإسرائيلي المرتقب قادم وسريع و سيطال مواقع كثيرة و جد مهمة في إيران بنفس درجة الحساسية و ستكون الخسائر الناجمة كبيرة مع أنه سيكون ملجما إلى حد ما  بإرادة أمريكا ومصالحها.
لن يستثني الرد طهران لكن  من غير المرجح أن يستهدف في هذه المرحلة  المنشآت النووية من وجهة نظر  أمريكا  التي قد لا تسمح بذلك لأنه يعني الذهاب الى الحرب الشاملة و معركة كسر العظم  وحتى دفع طهران  إلى السعي لتصنيع القنبلة النووية كما اسرائيل أيضا منشآت نووية  كمفاعل "ديمونه" حساسة و متعرضة حيث يمكن ضربها  من طرف حزب الله أو تحطيمها أيضا بواسطة الصواريخ فرط صوتية الإيرانية التي لا يمكن اعتراضها من طرف إسرائيل .
 لا تنقص إسرائيل وسائل لتنفيذ الرد سواء من  البحر أو الجو و هو رد كما قلنا قد لا  يتأخر . 
البديهي أن إيران ربما هي أيضا مستعدة لردود عسكرية لاحقة أكثر شدة في إطار سياق ما سيكون لعبة الفعل ورد الفعل .
 دور الجبهات الحليفة لإيران و الأقرب لإسرائيل  كلبنان مثلا سيكون أكثر حضورا وتأثيرا في مراحل التصعيد اللاحقة و ربما يكون قصفها أكثر إيذاءا من هجمات إيران نفسها وذلك  لكثافة الضربات و قربها الجغرافي مما يعني قصر المدة المتاحة للاعتراض.
 ربما نحن أمام جولة لأيام من الضرب المتبادل إن لم نكن  على أعتاب حرب لا تبقي ولا تذر و لا يريدها أحد سوى نتنياهو .
دور أمريكا أساسي في ضبط إيقاع الموضوع و لملته بسرعة.
مهما كانت النتيجة وأيا يكن المسار  فالقواعد المرعية كسرت والمحرمات السابقة تم انتهاكها .
 ونحن أمام مشهد جديد وعهد جديد .
قد لا نبالغ إن قلنا أنه في هذه الليلة شيء من نكهة و أهمية يوم السابع من أكتوبر 2023.
 إذن للنتظر ونرى. Wait and see
السلام عليكم

محمد ولد شيخنا

أحد, 14/04/2024 - 12:16