حديثُ اللقاحات والتحور الجيني..

بعد عام ويزيد على جائحة كورونا, والعالم يحيى في خضم الموجة الثانية والتي يبدو أنها أعتى من سابقتها من حيث قوة التفشي وازدياد نسبة المصابين في العالم, ومن بعد حديث واسع النطاق ومخاوف من ظهور سلالات جديدة من الفايروس أكثر إثارة للقلق تطغى على السلالة الأصل, يأتي الإعلان أخيرا عن استيفاء مجموعة من اللقاحات لجميع المراحل الكلينكية بنجاح كبير, وحصولها على الترخيص الدولي لإنتاجها بكميات معتبرة استعدادا لإنزالها في السوق.

 

وفي آخر تحديث لدى منظمة الصحة العالمية في التاسع والعشرين من ديسمبر الماضي, أكدت المنظمة على وجود 172 لقاح قيد التطوير في المراحل ما قبل الكلينكية, وثم 60 لقاح أصبحوا الآن في المراحل الكلينيكية وصل البعض منها إلى المرحلة الثالثة. واليوم لدينا 5 لقاحات متوفرة, تعدت ثلاثة منها المراحل الكلينيكية الثالثة, فيما قررت الصين وروسيا تسجيل لقاحيهما وتوفيره لشعبيهما دون المرور بهذه المرحلة.

 

بلا شك إنتاج لقاح فعال خلال سنة واحدة إلى 18 شهرا فقط, هو عملٌ قياسيٌ جدا اعتبارا إلى سير العملية الاعتيادية ودقة المراحل التطويرية والسريرية التي تأخذ من الوقت الكثير, فأسرع لقاح تم انتاجه في تاريخ صناعة اللقاحات, واعتبر حينها إنتاجا في وقت قياسي للغاية,  كان لقاحا ضد الفايروس المسبب للنكاف حيث تم إنتاجه في أربع سنوات. وقد استغرق تطوير لقاح فعال ضد الشلل سبع سنوات, واللقاح ضد الحصبة تم إنتاجه في تسع سنوات, واحتاج اللقاح المضاد للفيروس المسبب للورم الحليمي 15 سنة, فيما احتاج لقاح فايروس الحُماق أو جدري الماء 34 سنة, واليوم لا زلنا نعمل على تطوير لقاح فعال ضد فايروس الأيدز منذ 36 سنة!. من الواضح جدا أن هذا البكور في إنتاج اللقاح قد فتح الباب أمام التأويلات الخاطئة ونظريات المآمرة, لكن الواقع أن هذه السرعة الخاطفة تستند إلى حقيقة موضوعية تماما وهي كون معظم التقنيات التي اعتمد عليها تطوير اللقاحات كان قد تم اختبارها من قبل وإجراء تحسينات عليها والبعض منها كان حديث الإستخدام في عالم اللقاحات لكن سبق أن تم توظيفه لإغراض بحثية أثبتت نجاعته وقابلية تأتيه بنتائج محمودة.

وعلى العموم هناك خمس تقنيات لإنتاج اللقاحات حتى اليوم, اعتمدت عليها معظم الشركات والمؤسسات البحثية لإنتاج لقاحاتها ضد فايروس كورونا الحالي:

 

أما الأولى فهي تقنية RNA المرسال, وهي تقنية نانوية(Nanotechnology) حديثة تستخدم لأول مرة في صناعة اللقاحات, تم توظيفها سابقا في الرعاية الصحية للخنازير, ويتم حاليا تطويرها لمجابهة السرطان. تقوم هذه التقنية من حيث المبدأ بتحويل خلايانا إلى مصانع لإنتاج بروتينات الفايروس بنفس منطق الإصابة الفايروسية, وذلك بهدف تحفيز استجابة مناعية مستوفية ضد هذه البروتينات تحسبا لولوج الفايروس الحقيقي.

 

في الأصل, يقوم فايروس كورونا بغزو الخلية المضيفة بواسطة شبك بروتين السطح لديه(spike) ببروتين سطح لدى الخلية الرئوية أو الطلائية(ACE2, وأحيانا الكلوية والخلايا العصبية), ويلعب دورا محوريا في الدورة الدموية والتنفسية, إذ يقوم بتوسيع الأوعية لضبط نبض القلب(Vasodilator). ثم بعد شبك بروتين السطح للفايروس- المُسمَى بروتين الشوكة, والذي هو مَلْعُوبُ جُلُّ اللقاحات ضد الفايروس- ببروتين سطح الخلية المُضيفة, يقوم  بإيلاج عُدَّتِهِ الجينية إلى الداخل الخلوي, وهي عدة جينية تتألف من حامض نووي ريبي موجب على غرار RNA المرسال( تتألف من 15 جين و30 ألف قاعدة مزدوجة), يتم قراءتها وترجمتها إلى RNA مرسال ثم مباشرة إلى بروتينات فيروسية من قبل الريبوزومات دون الحاجة لإنزيمات وسيطة، كما هو الحال بالنسبة لبعض الجينومات الفيروسية ذات الحامض الريبي ذو الإتجاه المُعاكس للريبوزومات(سالبة) وهي معروفة. وبالتزامن مع ترجمة العدة الجينية لبروتينات بنيوية وتنظيمية فيروسية من قبل الريبوزومات الخلوية تقوم هذه العدة أيضا باستنساخ ذاتها, ثم تتجمع هذه البروتينات لبناء القفيصة الفيروسية التي ستحيط بالجينوم الجديد لحمايته. بعدها تتبرعم النسخ الجديدة خلال الغشاء الخلوي للخلية المضيفة, وتكتسب غشاءها الخاص المغلف بالدهون من أصل خلوي من لدنه, ثم تغادر لتبدأ دورةً حيويةً جديدة بإصابة خلايا أخرى.                      

 

في هذه التقنية, نقوم بأداء نفس العملية تقريبا, لكن دون أن تؤدي إلى إنتاج نسخ جديدة من الفايروس, إذ نَعْمِدُ إلى حقن الشخص المعرض للإصابة بRNA المرسال للفايروس, والذي يُشَّفِرْ لأهم البروتينات الفايروسية التي تحتل قصب الفاعلية في إحداث الضرر لدى المُصابين(وأهمهم بروتين الشوكة), وذلك من بعد تغليفه بالدهون لتسهيل ولوجه للخلية ثم حشره داخل حويصلات نانوية بحجم الغشاء الفيروسي. عند إدلاف الRNA المرسال داخل أقرب خلية في الجسم, سيتم التعرف عليه من قبل ريبوزوماتها وترجمته إلى بروتينات فيروسية تظهر على سطح الخلايا, ثم سرعان ما يتم التعرف عليها من قبل مناعة الجسم وتعريفها كأجسام دخيلة من ما يُحفز إنتاج مستضادات خاصة ضدها وخلايا مناعية مجابِهة تقوم بتحييد الخلايا المعنية, فيكتسب بذلك الإنسان حصانة مناعية مستوفية جاهزة لتحييد الفيروس عند أول ولوجه. وبالطبع بالمقدور الإستسعاف بنفس التقنية لتطوير لقاحات ضد فيروسات ذات حامض نووي منزوع الأوكسيجين وذلك باستبدال RNA المرسال ببلاسميد الDNA.

 

هذه التقنية هي التي اعتمدت عليها شركتي pfizer-BioNtech لتطوير لقاحهما المشترك, الذي أثببت المرحلة السريرية الثالثة نجاعته بنسبة 95%, ويحتاج إلى جرعتين يفصل بينهما أسبوعان. وكذلك لقاح شركة Moderna والذي وصلت فاعليته من بعد نفس المرحلة إلى 94,5%, إضافة لتوفيره لمناعة مستوفية لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.

 

نقطة ضعف هذه التقنية تكمن في هشاشة الحامض النووي الريبي, إذ يحتاج لمستوى متدنٍ من درجات الحرارة ليحافظ على بنيته الوظيفية. ولذا احتاج لقاح فايزر-بايونتك إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر لحفظه, وهو ما يشكل عائقا استراتيجيا يحول دون توزيعه بكميات معتبرة في جميع أرجاء العالم, فيما استطاعت شركة Moderna التغلب جزئيا على هذا التحدي وتوفير لقاح يُحفظ في 20 درجة مئوية تحت الصفر لمدة ستة أشهر.

 

وأما التقنية الثانية فهي تقنية اللقاح ذو الفيروس الوسيط(Vecteurs viraux), وفيها نستخدم فيروسا مسالما اتجاه البشر(على الأغلب من عائلة Adenovirus)- لا يسبب أي ضررٍ أو تلفٍ كبير للخلايا التي يصيبها- بعد تعديله جينيا بحيث يحوي الجينوم الخاص به على شريط جيني يُشَّفِرْ لبروتين السطح لفيروس كورونا(pointes spicules). ثم نقوم بحقنه للإنسان, فيقوم الفيروس الوسيط بالتكاثر وبناء بروتيناته الخاصة بالشكل الإعتيادي, ليطفق الجسم بعدها بداهةً في تطوير مستضادات وخلايا مناعية ضد تلك البروتينات بما فيها ذاك الخاص بسطح فيروس كورونا.

 

هذه التقنية حديثة بالتأكيد هي الأخرى, إلاّ أنه تم اختبارها بنجاح قبل اليوم لحسن الحظ, وذلك في مجابهة فايروس الإيبولا. وهي التقنية ذاتها التي اعتمدت عليها شركة أسترازينيكا وشريكتها البحثية جامعة أوكسفورك في تطوير لقاحهما الذي أثبتت التجارب السريرية نجاعته بنسبة 70%, وهي نسبة مَرْضِيَّة للغاية وإن كانت أقل من بقية اللقاحات, فمنظمة الصحة العالمية تُجيز الترخيص لكل لقاح تتجاوز نسبة نجاعته 50%. غير أنّ هناك معاييرا أخرى تجعل من هذا اللقاح هو الأكثر حظوة في الرواج والإقبال عليه من قبل الدول, كرخص الثمن وسهولة الحفظ إذ لا يحتاج لدرجات حرارة متدنية جدا. كذلك تُعتَمد نفس التقنية من قبل معهد باستير ومعظم بقية الشركات العاملة على تطوير اللقاحات.

 

تسمح هذه التقنية للجسم بإنتاج مناعة مستوفية بالغة الفاعلية اتجاه بروتين سطح الفيروس, لكن نقطة ضعفها تكمن في إمكانية وجود فَرَطْ مناعي مسبق ضد الفيروس الوسيط لدى الشخص المُتلقي للقاح, فكما هو معلوم هذه التقنية تستخدم فيروسات وسيطة لا تسبب الضرر لدى الإنسان وفي الغالب تكون قد أصابته من قبل, ولعل هذا ما يفسر ضعف مستوى فاعلية اللقاح مقارنة بالبقية.        

 

التقنية الثالثة تقوم على مبدأ بسيط, وهو تصنيع وحدات جُزيئية بروتينية لفايروس كورونا كبروتين فايروس السطح, ثم حقن الإنسان به رفقة مستحضرات كيميائية خاصة لغرض تحفيز الجسم لخلق استجابة مناعية مناسبة ضد هذه الجزيئات. وهي التقنية التي اعتمدت عليها شركة Saonfi الفرنسية في إنتاج لقاحها الخاص, والذي أثبتت نتائجه الأولية إخفاقا كبيرا, جعلها تعترف بأنّ لقاحها لن يكون جاهزا للطرح في السوق قبل نهاية سنة 2021. يُذكر أنّ هذه هي نفس التقنية التي تم تطوير لقاحٍ ضد فيروس الكبد الوبائي B من خلالها في السنوات السابقة.

 

أما عن التقنيتين الرابعة والخامسة فهما أقدم تقنيتان تم استخدامهما قط لإنتاج لقاح ضد فيروس, وفيهما نقوم بتحييد الفيروس(لقاح الشلل, والإنفلونزا ) أو تضعيفه(لقاح  الحمى الصفراء والحصبة) دون أن يفقد خصائصه الحيوية خصوصا قدرته على الاستنساخ من ذاته والتكاثر, ثم حقنه للإنسان لغاية أن يحفز استجابة مناعية تامة ضده. أما تقنية التحييد فتم استخدامها من قبل شركة Sinophorm الصينية لتطوير لقاحها, وأما تقنية التضعيف فهي المبدأ التقني الذي اعتمد عليه لقاح CasiNoBio الصيني. والميزة الإيجابية المتفردة لهاتين التقنيتين تتلخص في قدرتهما على تحفيز مناعة كاملة, أي ضد جميع العوامل المساهمة في الإصابة الفيروسية, لكنها تحتاج لكم هائل من الفيروس لإحداث التحفيز, وهذه نقطة ضعف.

 

 

والسؤال المهم الآن, أنا كفرد تعرضت مسبقا للإصابة هل الأجدر لي أخذ اللقاح أم الاكتفاء بالمناعة الطبيعية؟!

 

هناك بالفعل حالات إصابة بالفيروس للمرة الثانية, لكنها نادرة للغاية, وقد تحدث نتيجة لعدم احتكاك المصاب مع الحمل الفيروسي الكافي. وفي آخر دراسة نشرت عن هذه الإشكالية في آخر ديسمبر الماضي, أُجريت على 12541 عامل في القطاع الصحي في أنجلترا سبق لهم جميعا أن أصيبوا بالفيروس, أكدت احتفاظهم جميعا بمستضادات مناعية ضد بروتينات سطح الفيروس, لمدة ستة أشهر على الأقل. هذه الدراسة سبقتها دراسة إسرائيلية من نفس النمط، أُجريت على ٣٠ ألف مصاب، أكدت احتفاظ أغلبهم على مستضادات لمدة ٥ أشهر على الأقل..

 

زد على ذلك أنَّا لا نعرف على وجه الدقة كم مدة الحصانة المناعية التي قد تورثها هذه اللقاحات المتوفرة, باستثناء لقاح شركة Moderna الأمريكية, فالأفضل للإنسان الذي سبق أن عايش الإصابة- في ضوء ذلك- أن يترك اللقاح للأحوج منه من ذوي الفئات الهشة والأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة, أو عاملي القطاع الصحي، جنود الخط الأمامي في معركتنا ضد الجائحة.

 

ثم ماذا عن تحورات الفيروس؟, وهل سنحتاج إلى لقاحات جديدة للسلالة أو السلالات المُتحورة؟!..     

 

 الحقيقة أن هذا موضوعٌ معقد يحتاج هو الآخر لإفراد مقال مستقل بالتفصيلات الطويلة, وقد زاد الوضع تعقيدا إثارة مخاوف عديدة من قبل شخصيات الميدان وأهل الاختصاص في بعض الدول!, لكن يمكن أن نجمله في النقاط التالية:

 

أنّ جميع الفيروسات ذات الحامض النووي الريبي(RNA) من طبيعتها التي لا تُغالب فيها, التحور الدائم, ذلك أنّ معظمها لا يملك آليةً لتصويب الأخطاء التي تحدث على صعيد العُدَّة الجينية إبان استنساخ ذاتها. إلاَّ أنّ فايروس كورونا يملك الإنزيمات الضرورية(exonucléases) لتصويب تلك الأخطاء بالفعل, فهو أقل تحورا مرتين من فايروس الأنفلونزا مثلا وأربع مراتٍ من فيروس الأيدز(AIDS), لكن هذه الآلية التصويبية ليست ناجعةً ولا كفوءةً في أداء مهامها كل الوقت!, فهناك دائما طفرات تسلكُ إلى الجينوم دون تصحيحها.

 

ولذا تم تحليل جينوم الفايروس لأكثر من 20 ألف مرة حتى الآن!, وتم رصد أكثر من 12 ألف طفرة جينية بمعدل 1000 طفرة لكل تحور في المتوسط. لكن هذه الطفرات تحدث بالتفاوت وبين ملايين النسخ من الفايروس, من ما لا يجعل لها تأثيرا يُذكر.

 

ومع ذلك, إذا تراكمت هذه الطفرات فقد تؤدي إلى ظهور سلالات جديدة!, ففي فرنسا لوحدها هناك أربع إنتواعات من الفيروس, الإنتواع الرابع- يُسمى سلالة مرسيليا- مختلف جدا عن الإنتواع الأول المرجعي, حَتَّى ليكادُ يُعتبر فايروس كورونا جديد.

 

كل هذا يدل على شيء واحد, وهو كون الفيروس يتحول ويستجد بشكل طبيعي, واعتيادي فهذه إحدى آلياته للبقاء, أن يتحور باستمرار, فهو أصلا لم يكن قادرا على ولوج خلايا الإنسان قبل أن يكتسب التعديلات الجينية المقابلة لهذه الخاصية.

 

 

 

لكن في المجمل هناك ثلاث تحورات هامة فقط، حدثت على صعيد الجينوم, الأول إبان منتصف مارس الماضي(D614G) غَيَّرَ حامضا أمينيا واحدا على صعيد شوكة Spike بآخر. وجعل الفيروس أقدر على ولوج الخلايا الرئوية!, لكن لا مؤشر على جعله أعنف. والثاني عبارة عن حذف لتتابعات جينية(Deletion) على صعيد الجينوم يُسمى Delta382, أدى إلى ظهور سلالة مختلفة في 25% من سكان الجزء الجنوبي من الأرض، منذ بداية الجائحة, لكنه ليس أكثر عنفوانا. ثم التحور الجديد(N501Y) الذي أدى إلى ظهور سلالة جديدة طاغية في جنوب بريطانيا, تأتى عن 24 طفرة جينية في وقت واحد وعمدت إلى تغيير تسع أحماض أمينية على صعيد بروتين سطح الفايروس, جعلت سرعة التفشي تتضاعف حتى 70%, لكن نسبة الوفيات تبقى في الحدود المعقولة من ما يعني بأنها ليست أشد فتكا.

 

وفي الواقع نحن لا نحتاج لإعادة إنتاج اللقاح من جديد حتى وإن كانت التحورات بذاك القدر من الأهمية, فنحن نقوم بتعديل لقاح الأنفلونزا سنويا بحيث يتلاءم مع السلالة الطاغية المستجدة منه, وهو أكثر تحورا من الكورونا وغيره. رئيس شركة باينتوك أكد لوكالة الأنباء الألمانية في مقابلة نشرتها على موقعها الإلكتروني أن لقاحهم تم اختباره ضد 20 سلالة للفايروس وأثبت نجاعته, وأنهم الآن في طور تجربته على السلالة البريطانية, وأضاف: حتى وإن كان اللقاح غير فعالٍ ضد هذه السلالة وهو أمر مستبعد, فإننا لن نحتاج لأكثر من ست أسابيع لجعله كذلك.

 

  لذا نعم, لا داعي للذعر وإثارة القلق, اللقاحات فعالة لحد كبير، صحيحٌ أننا قد نحتاج لتوفير خط إنتاج جديد مع كل تحور هام وهو ما لم تدعو له الحاجة بعد، لكن على الأقل لن نحتاج لصناعة لقاح جديد تماما، ومنظمة الصحة العالمية غيرت من لغتها مؤخرا وخرجت ببيان مطمئن, أكدت فيه على أن الأنباء المبشرة عن دحر الوباء بدأت تتوافد!, هذا من بعدما أشعلت فتيل الرعب حينما قالت لحكومات العالم مرةً بأن تنتظر الأسوأ!.

 

لكن يعز في نفسي أن أترككم- من عقب مسيرة الألف ونصف الألف كلمة هذه- مع سؤال مُحَيِّر!, وإجابته تحتاج لإرادة سياسية!: ماذا عن السلالة الموريتانية؟!.. إذا كانت السلالة البريطانية زادت نسبة العدوى حتى 70% وأبقت على نسبة الوفيات, فإن الموجة الجديدة في موريتانيا زادت معها نسبة الوفيات بشكل ملحوظ ومرعب!, فهل سلالتنا أعنف؟!!.. لا يمكننا الحصول على إجابة شافية إلاَّ بإجراء التحليل الجيني والمقارنة, فهل تمتلك اللجنة الوزارية القرار السيادي للبذل في البحث العلمي الجاد في وقتٍ هي أشد ما تكون في الحاجة إليه؟!..

 

 

 

المراجع:

عن جينوم الفايروس:

 

https://www.santemagazine.fr/actualites/actualites-sante/covid-19-lanalyse-des-genomes-revelerait-une-origine-double-du-virus-432862

 

 عن لقاح الصين:

 

https://www.google.com/amp/s/www.futura-sciences.com/alternative/amp/actualite/80745/

 

عن اللقاحات:

 

https://www.google.com/amp/s/www.santemagazine.fr/amp/traitement/medicaments/vaccins/vaccins-contre-le-coronavirus-quelles-differences-pour-qui-quand-873097

 

 عن اللقاحات والفرق بينها:

 

https://www.google.com/amp/s/m.20minutes.fr/amp/a/2909427

 

 عن اللقاحات المتوفرة:

 

https://fr.euronews.com/2020/12/03/vaccins-contre-le-coronavirus-principales-caracteristiques-et-differences

 

 

التحورات الجينية على الفايروس:

 

https://factuel.afp.com/les-mutations-du-sars-cov-2-observees-jusquici-nempechent-pas-un-vaccin-de-fonctionner

 

 عن الطفرات الجينية للفايروس:

 

https://www.santemagazine.fr/actualites/actualites-sante/que-sait-on-de-la-mutation-du-coronavirus-detectee-au-royaume-uni-876144

 

الدراسة البريطانية عن طول الحصانة الطبيعية لعاملي القطاع الصحي:

 

https://www.nejm.org/doi/10.1056/NEJMoa2034545?fbclid=IwAR16pisYdsnWh-va0qEnJWY8w8flLOWB-b3NLajAuAiig73bBPRCT3C4ias

 

عن الدراسة الإسرائيلية:

https://science.sciencemag.org/content/370/6521/1227

 

 

 

محمد عبداوه، طالب دراسات عليا في البيولوجيا الجزيئية والبيوتكنولوجيا الطبية..

 

 

اثنين, 04/01/2021 - 16:10