منذ منتصف مارس كثرت الزيجات (في العاصمة على الأقل) أو لعلها استمرت كما كانت لكن منافاتها للجو العام زادت انتباهي إليها. فلا أفتأ أسمع الزغاريد والمنبهات من موكب زفاف، تخرق سكينة التلاوات المنبعثة من مكبرات المساجد، وأرى مصابيحه في عهد وباء حالك لا أحد يدري ما يفعل الله به في شأنه. وقد أسمع بزفاف هنا أوهناك، دون أن أرى موكبا أو أسمع أصواته. ونشأ عن حظ
أفرح لدخول الصيف وأتشوف إلى حلوله (ولا أسعى لإغاظة أرباب الماشية) ففيه تهب ريح الجنوب (هكري) التي تثير فيَّ شعورا عصيا على التفسير والتحليل، ويقاسمني حبها بشار بن برد في قوله:
هوى صاحبي ريح الشمال إذا جرت ** وأهوى لقلبي أن تهب جنوب