رسائل أغشت المجيد

"إذا جاءك المنافقون"
رسالة إلى من يهمه الأمر
هذه رسالة قديمة جديدة.. وجهتها إلى رئيس المجلس العسكري للعدالة فعادت إلي لخطأ في العنوان، ووجهتها إلى الرئيس المؤتمن فلم أدر هل طارت أم نزلت. ولما وجهتها إلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز قرأها وعمل ببعضها. وها أنا أوجهها إلى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لعل وعسى!
 فاتح أغشت 2019.
سيدي؛
ليتنا نستطيع أن نخاطبك، بعد سنين وقد أنجزت ما وعدت، بما خاطب به متنبي عصرنا جمالا:
"دخــلت على تاريخنا ذات ليلــة**فرائحة التاريخ مسك وعنبـر
وكنت، فكانت في الحقول سنابل**وكانت عصافير وكان صنوبر"
نتمنى ذلك! ولكنه صعب، جد صعب في أرض زرعت نفاقا.. فشياطين الإنس الذين احترفوا إغواء الحكام، ومسخ المجتمع، واستباحة الشيء العام، من يوم انهيار الدولة بمعاولهم، ومجيء العسكر إلى الحكم على أكتافهم، وارتمائه في أحضانهم، هم أسوأ بكثير، وأعتى بكثير، من شياطين الجن! ومن المستحيل إخراجهم ممن تلبسوه؛ لأنهم يملكون الدولة والحيلة والتجربة الطويلة، وما وهبته التكنولوجيا للبشر من وسائل.. وكلها أمور لا تتوفر لشياطين الجن البائسين السذج البدائيين الذين يعيشون في الفيافي والخرائب والقمامات!
كم كان الراحل معاوية بسيطا وطيبا وودودا يوم قدومه في 12/12، لحد أنه أعرض جازما عن طلاسم الولاء والمدح التي نخر بها المنافقون كافة الحكام. وما زاغ {فقال أنا ربكم الأعلى} إلا بعد أن استحوذوا عليه وتلبسوه.
سيدي؛
هذه المسيرات الهادرة المحمولة التي خرجت لتحيتك فور إعلان بشرى قدومك هي نفس المسيرات التي حيّت سلفك، خاصة يوم 9/6/03 بعد إذاعة بيان استتباب أمره، وبلغت حد الوقاحة حين رددت شعارات: "موريتانيا لمن؟ لمعاوية"! "الشعب لمن؟ لمعاوية"!
* فالوجوه: نفس الوجوه التي زينت للرئيس المختار - رحمه الله- دخول الحرب، وحالت بينه وبين السلام، ومنعته من التنحي عن السلطة إبان مؤتمر حزبه الأخير؛ والتي أغوت ولد محمد السالك، وقتلت بو سيف، ووسوست لولد هيداله، وقالت لمعاوية: اكفر...
* والأيدي التي لوّحت لك بأغصان الزيتون: هي نفسها التي خرّبت الدولة، واغتالت الحق والخير والقيم في بلاد شنقيط، واختلست أرزاق وأدوية الشعب، وصفقت للطغيان والبغي والفساد.
* أما السيارات الفارهة التي عزفت منبهاتها نشيد الولاء الزائف، فما هي إلا مال عام تم تفريده وتناهشه دون رقيب أو حسيب!
سيدي من يهمه الأمر؛
خروج المنافقين إليك، جعل شعبك يرتاب فيك، و يبقى رهن مساكنه، يلوذ بصمته الفتاك المأثور، خلف جدار الفصل الذي ضربه المنافقون بينه وبين حكامه. وها هو ينتظر ـ على طريقة "أهل التل" ـ أن تختار صاحبك!
سيدي؛
أجئتنا لتقيم العدالة والديمقراطية؟ هذه معالم طريقهما:
ـ أوقف مسيرات النفاق الزائفة! وافسح المجال للشعب.
ـ اهدم جدار الفصل القائم بينك وبين الشعب.
ـ انظر إلى شعبك بعينيك لا بعيون المنافقين!
ـ طهر وسائل الإعلام الموبوءة بالفساد والنفاق!
لا نريد المعاوية بدون معاوية!
نشر في "السفير" العدد 162 الأربعاء 17 أغسطس 2005
(من كتاب "حتى لا نركع مرة اخرى")

خميس, 18/08/2022 - 11:54