عند الثانية عشر إلا الربع من يوم الإثنين 17 سبتمبر 2001 م نزلت بالبدلة الرسمية إلى حيث مكتب قائد الأركان . كان هناك باص كبير و جديد متوقف أمام المبنى في وضعية انتظار .
ثم توافد القادة بمن فيهم قائد الأركان نفسه و مساعده .
لأسباب مختلفة لا أخفي أنه قد حصل لدي بعض تردد.. تردد في تدبيج تأبين مستحق - و لو في سطور - بحق شخص عزيز ومميز، أرى له علي منة و واجب تثمين،ألا وهو المرحوم مولاي ولد إبراهيم ولد الطالب دحمان ، طيب الله ثراه.
غير أن العاطفة التي غالبت لأيام كانت لها الغلبة في النهاية، ولعل ذلك هو الأولى
في غضون أيام تحل الذكرى الأولى لأطول وأشرس و ربما أيضا أغرب حرب تعاني منها أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية . إنها الحربة الروسية - الأوكرانية المستعرة .
عديدة هي أوجه الغرابة التي تتجلى من خلال هذه الحرب و في وجوه شتى :
بالأمس شكل فائض أعداد الشخوص وتداخل سحنات الوجوه التي حضرت بمسجد " بن عباس" للصلاة على المرحوم الصوفي ولد الشين لوحة وطنية بديعة
ومعبرة وهي رسالة مهمة باقية ومطمئنة .
لقد كانت لحظة تعانق أخوي والتحام جماعي عاطفي ، لذلك فهي جد مبشرة لما يستقبل من تاريخ البلد .
في حاضرة أو حضرة "النباغية" بلد النبوغ والبركة والعلم أشرقت شمس يوم كان قد غيب فجره شمسا .
لقد غادرنا الأستاذ الدكتور محمد المختار ولد إباه .
إنه البقية الباقية من أول حكومة موريتانية تجتمع تحت ظل خيمة .
ومن مواقع مختلفة ساهم في البناء والنماء و رافق ميلاد الدولة بكل ما اكتنفها من تحديات و تقديرات متباينة .