تتصاعد التوترات بين السعودية وروسيا نتيجة مواصلة موسكو ضخ كميات ضخمة من النفط الخام الأرخص ثمنا في السوق، وهي خطوة تعكس مدى تأثر موسكو بالعقوبات الدولية المفروضة عليها وفق آخر البيانات.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مصادر مطلعة القول إن السعودية، الزعيم الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أعربت عن غضبها لروسيا لعدم الامتثال الكامل لتعهدها بخفض الإنتاج.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحدث البيانات المتعلقة بسوق النفط توضح أن روسيا تواصل ضخ كميات كبيرة من النفط في السوق، مما ساعد على زيادة مواردها المالية لأقصى حد في ظل العقوبات المفروضة عليها نتيجة غزوها أوكرانيا.
وأفادت الصحيفة بأن الزيادة الروسية في التصدير أضافت كميات فائضة من النفط للسوق العالمية.
وتراجعت أسعار النفط بنحو 10 في المئة عما كانت عليه في أوائل أبريل، وانخفضت كثيرا مقارنة بالمستويات المرتفعة التي سجلتها في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا أوائل العام الماضي.
وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا بأزمة طاقة، مع قطع روسيا الجزء الأكبر من إمداداتها للدول الأوروبية، التي سعت جاهدة لتنويع مصادرها وتخفيف الاعتماد على النفط والغاز الروسيين.
وأعلنت وكالة الإحصاءات الروسية (روستات) في تقييم أولي، صدر قبل نحو أسبوعين، أن إجمالي الناتج المحلي الروسي تراجع بنسبة 1.9 في المئة في الربع الأول من 2023، وفق ما نقلته فرانس برس.
وتأثر الربع الأول من السنة الحالية بفرض حظر أوروبي على المنتجات النفطية الروسية يضاف إلى حظر آخر على النفط الخام، وإلى تحديد سقف لسعر البرميل بـ60 دولارا، مما ألقى بثقله على عائدات موسكو النفطية الحيوية لماليتها.
وفي مارس، ورغم وصول الصادرات النفطية إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل 2020، بلغت العائدات النفطية الروسية 12.7 مليار دولار، وفق وكالة الطاقة الدولية، أي بتراجع كبير نسبته 43 في المئة مقارنة بالعام السابق.
ونتيجة مباشرة لذلك ووفق آخر البيانات المتوافرة بلغ عجز الميزانية بين يناير وأبريل 3400 مليار روبل (39 مليار يورو بسعر الصرف الحالي)، أي أكثر من الهدف المحدد لتلك الفترة في مشروع ميزانية 2023 (2900 مليار روبل).