رحيل صحفي بارز من جيل الستينات

توفي يوم الخميس 20 شوال 1444 هجرية الموافق 11 مايو 2023 م ، بنواكشوط ، الصحفي البارز سيدينا ولد اسلم تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته ، وذلك عن عمر يناهز ( 78 )  عاما .
والمرحوم سيدينا هو ابن قارئ القرءان الشهير الذى كانت إذاعة موريتانيا تفتتح بثها بتلاوته العطرة   والقاضي المقتدر الذى خدم فى العديد من مقاطعات البلاد العلامة اسلم ولد محمد احيد .
 واسلم جده علامة موريتانيا  سيدى عبد الله بن الحاج إبراهيم  العالم الجليل الذى اشتهر فى موريتانيا و العالم الإسلامي بمؤلفاته فى علم الأصول مثل "مراقى السعود ".
بدأ المرحوم سيدينا ولد اسلم دراسته فى محظرة أسرته الشهيرة   ثم دخل معهد ابى تلميت فى خمسينات القرن الماضى ، قبل أن يتوجه إلى مصر فى اوائل الستينات ضمن اول بعثة دراسية موريتانية فى مجال الإعلام،  وذلك إلى جانب المرحوم محمدن بن المختار بن حامدن ، والمدير سيدى إبراهيم سيدات  أطال الله بقاءه .
حينما عاد المرحوم سيدينا ولد اسلم من القاهرة بدأ عمله فى الإذاعة الوطنية ، قبل أن يلتحق بادارة الإعلام التى كانت تصدر نشرة تحت اسم ( اخبار نواكشوط ) ، تحضيرا لانطلاقة اول صحيفة يومية فى البلاد .
وعندما  تأسست الشركة الوطنية للصحافة فى مستهل 1975 كان المرحوم سيدينا من ضمن الطاقم الذى انتمى إلى هذه الشركة التى صدرت عنها جريدة " الشعب " اليومية فى فاتح يوليو 1975 .
 وكان المرحوم سيدينا كذلك من ضمن طاقم التاطير الذى ارسل إلى الجزائر للتدريب فى الصحف اليومية  ، قبل انطلاقة " الشعب " اليومية .
تولى المرحوم سيدينا ولد اسلم فى جريدة " الشعب "   مسؤولية سكرتارية التحرير ، ثم أصبح رئيسا للتحرير فى وسط 1988 ، قبل أن يعين مديرا لقطاع الاخبار بالوكالة الموريتانية للانباء ، بعد اندماج جريدة " الشعب " والوكالة الموريتانية للصحافة. 
وظل كاتبا بارزا من كتاب جريدة  "الشعب " ، يكتب التعليقات السياسية ويغذى الزوايا والأركان ، هذا إلى جانب كونه مترجما ممتازا . 
عمل المرحوم سيدينا ولد اسلم فى صحيفة مغربية مدة سنتين ككاتب افتتاحيات . 
أصدر المرحوم سيدينا كتابا له فى سنة 2006 ، نشر فيه سلسلة من المقالات السياسية كان قد نشرها فى تلك الفترة بجريدة "الشعب" .
عنوان الكتاب : " موريتانيا فى مفترق الطرق " .
وهو يقع فى 133 صفحة ، وقدم له الكاتب الكبير محمدو ولد احظانا . وقد صدر هذا الكتاب وموريتانيا مقبلة على انتخاب اول رئيس مدني ، بعد الانقلاب العسكري الذى اطاح فى سنة 1978 بأول رئيس لموريتانيا هو  الاستاذ المختار ولد داداه .
وورد فى اهداء هذا الكتاب للمرحوم سيدينا :
" إليك يامن ستحمله الأقدار قريبا ليكون رئيس هذا البلد ..
أضع بين يديك هذا الجهد المتواضع ، راجيا ان يكون تبصرة لك ويعينك على تقدير ما عاناه هذا الوطن من مآس ، فيحفزك ذلك على تصحيح الأخطاء وتقويم الإعوجاج .
ثم لتكون نهاية من سبقوك عبرة لك فتسلك طريقا  غير الذى سلكوه "
شغل المرحوم سيدينا ولد اسلم منصب الأمين العام للنقابة الوطنية للإعلام من سنة 1977 إلى سنة 1981 .
وقد التقيت به فى تجكجة اواخر سنة 1986 كمراسل للوكالة الموريتانية للصحافة فى ولاية تكانت  ،  وقد اختار ان يجلس مع والده فى الفترة الأخيرة من حياته ، و أجريت بتنسيق من المرحوم سيدينا مقابلة مع العلامة اسلم حول حياة العلامة سيدى عبد الله ولد الحاج إبراهيم .
نشرت هذه المقابلة فى جريدة " الشعب " يوم 29 يناير 1987 .
وان توفيق  المرحوم سيدينا للسكن مع والده فى آخر حياته يبرهن على بروره .
وان الصورة المنشورة مع هذا النص للمرحوم سيدينا ولد اسلم تم التقاطها  خلال زيارته للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وحجه لبيت الله  الحرام  قبل سنوات .
رحم الله اخى وزميلى سيدينا ولد اسلم ولد محمد احيد  وغفر الله له واسكنه فسيح جناته . 
لقد كان رحمه الله حسن  الخلق بشوشا له علاقات حسنة مع كل من يعمل معه .
وأرجو من الله ان يتقبل منه كل ذلك .
اننى اتقدم بأصدق التعازى للأخ الأكبر الاستاذ  لمرابط بن اسلم اطال الله بقاءه   ،  وللاسرة الخاصة المباركة  للمرحوم سيدينا ،  ولكل اهل محمد احيد ولكل اهل سيدى عبد الله بن الحاج ابراهيم ولكل سكان تجكجة ، وللأهل حيثما كانوا ، ولزملائي  فى الصحافة الموريتانية خاصة عمال  الوكالة الموريتانية للانباء السابقين واللاحقين .
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده باجل مسمى. 
انا لله وانا اليه راجعون

محمد الحافظ بن محم

أربعاء, 31/05/2023 - 23:51