
مع تقديري الكامل للفائزين بجائزة أفضل صحفي موريتاني خلال عام، إلا أنني أتساءل حقا، كيف يمكن لأحدهم أن يصدر حكما بأن فلانا أو علانا هو أفضل صحفي هذا العام، وأن فلانا أو علانا حل في المرتبة الثانية! هذا إطلاق للكلام على عواهنه، يفتقر للمنهج العلمي والموضوعي، المسألة هنا باتت أشبه ما تكون ببطولة للأندية.
عادة يتم الحديث عن أفضل تقرير إخباري أو تحقيق صحفي أو استقصاء أو مقال تحليلي، ويتم تكريم صاحبه، أما أفضل صحفي خلال عام فهو ضرب من الخيال اللاعلمي،
الصحفي هو إنسان من لحم ودم ، يوم في الصاعد ويوم في النازل، إنه في مد وجزر دائمين، ولذلك من المستحيل أن نحكم على صحفي أو كاتب أو شاعر بأنه كان الأفضل خلال عام، ففي ذلك الكثير من التجني والظلم للآخرين،
وهناك إجماع في العالم أن التكريم ومنح الجوائز يكون حسب الأعمال، سواء تعلق الأمر بالصحافة أو الأدب أو السينما أول المسرح أو غيرها،
باختصار لم تمنح نوبل الآداب لنجيب محفوظ لأنه كان أفضل روائي ذلك العام، بل منحت له عن ثلاثيته الرائعة: بين القصرين وقصر الشوق والسكرية،
ولذلك وجب التنبيه…
بشير عبد الرزاق