اليوم العالمي للبيئة الاحترار والتلوث 

أقرَّت هيئة الأممُ المتحدة اليومَ العالمي للبيئة في عام 1972م يوم الخامس من يونيو يوما عالميا للبيئة ,
يهدف اليوم العالمي للبيئة إلى نشر الوعي البيئي ونشاطات الحفاظ على البيئة، وتسليط الضوء على القضايا البيئية، التي تؤثر على الأشخاص والتطور الاقتصادي في كل أنحاء العالم، وتُشارك في إحياء هذا اليوم سنوياً أكثر من 150 دولة من جميع أنحاء العالم متمثلة بمؤسساتها الحكومية وغير الحكومية، والشركات الكبرى، ومشاهير الدولة وكبارها، وذلك بهدف نصرة القضايا البيئية المختلفة، ونشر التنوير الثقافي المتعلق بها، وبالتالي تحقيق تحسين البيئة والحفاظ عليها.

كان عام 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث بلغ متوسط درجات الحرارة العالمية 1.6 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة وأعلى بمقدار 0,72 فوق متوسط الفترة بين 1991-

.2020

والأكثر من ذلك، أن مستويات ثاني أكسيد الكربون لم تكن مرتفعة على الإطلاق، بعد أن كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ثابتة عند حوالي 280 جزءًا في المليون على مدى ما يقرب من 6000 عام من الحضارة الإنسانية، أصبحت الآن أعلى بكثير من 420 جزءًا في المليون، أي أكثر من ضعف ما كانت عليه قبل بداية الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر.

إن الزيادة السنوية المطردة هي “نتيجة مباشرة للنشاط البشري”، بشكل أساسي من حرق الوقود الأحفوري لأغراض النقل وتوليد الكهرباء ولكن أيضًا من تصنيع الأسمنت وإزالة الغابات والزراعة، هذه بلا شك واحدة من أكبر المشاكل البيئية التي نواجهها في حياتنا: فبينما تغطي انبعاثات الغازات الدفيئة الأرض، فإنها تحبس حرارة الشمس، مما يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.

أدت زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة إلى زيادة سريعة ومطردة في درجات الحرارة العالمية، الأمر الذي يتسبب بدوره في أحداث كارثية في جميع أنحاء العالم مثل ذوبان التربة الصقيعية المتزايد في مناطق القطب الشمالي، وذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند بمعدل غير مسبوق، وتسريع الانقراض الجماعي السادس، وزيادة إزالة الغابات في العالم على سبيل المثال غابات الأمازون.

إنّ أهداف الاحتفال باليوم العالمي للبيئة تتلخّص بالنقاط الثلاثة الآتية، وهي:

           - توعية الأفراد في المجتمع بالأخطار التي تواجه البيئة

         - تشجيع عامة الناس على المشاركة الفعَّالة في هذا اليوم من خلال الاحتفال والمساهمة في حماية البيئة
       - تحفيز الأفراد على الاهتمام بالبيئة المحيطة بهم لجعلها أكثر نظافةً وأمناً بهدف حمايتها

في بلدنا يمكن تلخيص المشاكل البيئية في النقاط التالية:

-التلوث لبلاستيكي: لا توجد أرقام دقيقة في موريتانيا حول حجم لبلاستيك، لكن الـأرقام العالمية مقلقة جدا, حيث يُعتبر التلوث البلاستيكي تهديدًا متزايدًا للبيئة؛ مما يؤثر في النظم البيئية، والتنوع البيولوجي، والمناخ، وصحة الإنسان، الأمر الذي يؤدي إلى جملة من العواقب على النمو الاقتصادي المستدام، ورفاهية الإنسان. ومع استمرار غياب التدابير والإجراءات الرقابية المدروسة والفعالة، فإنه من المتوقع أن يتضاعف التلوث البلاستيكي ثلاث مرات بحلول عام 2060، فضلًا عن تضاعف النفايات البلاستيكية المتسربة إلى المحيط ثلاث مرات بحلول عام 2040، وفقًا لتقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2023، وهو ما يستدعي تضافر الجهود لتسهيل الانتقال إلى استخدام أكثر استدامة للبلاستيك

 

-إزالة الغابات و الغطاء النباتي: تعتبر الغابات من أكثر النظم البيئية تنوعًا بيولوجيًا, الزراعة هي السبب الرئيسي لإزالة الغابات، وهي واحدة من أكبر المشاكل البيئية التي تظهر في هذه القائمة، ويتم تطهير الأراضي لهذا الغرض. فمن فوائد الغابات وإلى جانب عزل الكربون، تساعد الغابات على منع تآكل التربة، لأن جذور الأشجار تربط التربة وتمنعها من الانجراف، مما يمنع أيضًا الانهيارات الأرضية.

-فقدان التنوع لبيولوجي : خلص تقرير الصندوق العالمي للطبيعة 2020 إلى أن أحجام الثدييات والأسماك والطيور والزواحف والبرمائيات شهدت انخفاضًا بمتوسط 68% بين عامي 1970 و2016 عالميا , أما في بلدانا فالارقام  منعدمة في هذا المجال.

-انعدام الأمن الغذائي و المائي: أدى ارتفاع درجات الحرارة والممارسات الزراعية غير المستدامة إلى زيادة انعدام الأمن المائي والغذائي , على الصعيد العالمي، يتآكل أكثر من 68 مليار طن من التربة السطحية كل عام بمعدل أسرع 100 مرة من إمكانية تجديدها بشكل طبيعي, وينتهي الأمر بالتربة المحملة بالمبيدات الحيوية والأسمدة في المجاري المائية حيث تلوث مياه الشرب والمناطق المحمية في اتجاه مجرى النهر.

 

ختاما لابد من وضع استراتيجيات وطنية متقدمة للتصدي لتأثيرات التغيرات المناخية قد شهد البلد هذا الصيف موجة حر عنيفة،و شهد العام 2024 وبالتحديد في شهر اكتوبر منه فيضانات مدمرة في مناطق الضفة نتجت عنها خسائر مادية كبيرة و شردت سكان قري الضفة ،ما يتطلب ذالك من تدخلات لم تكن مبرمجة،وعليه فإنه علي السلطات العليا في البلد وضع خطط استباقية لمثل هذه الحالات ،و لعل التركيز على استخدام الطاقة النظيفة الشمسية منها والهوائية وكذا تشجير المناطق القابلة للتشجير من أجل تثبيت التربة ، و تنقية الهواء ،بالإضافة الي انطلاق مشاريع للمجتمعات الأكثر تضررا من التغيرات المناخية ،خاصة القري والأرياف، وتحديدا الذين يعتمدون على الزراعة و الرعي ،الأكثر تضررا من تفاقم تأثير التغيرات المناخية.

إن المحافظة على البيئة مسؤولية الجمبع كل من موقعه وتعتبر الرقابة البيئية والتثقيف البيئي أساس لأي عمل وكذا اشراك للخبراء والفنيين في المجال منأجل بيئة مستدامة و تخطيط  يفي بالتطلعات البيئية العالمية.

 

محمد عينين أحمد

رئيس الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة 

 

خميس, 05/06/2025 - 12:57