مقابلة مع مسؤول العلاقات الدولية في أفريكا رايز حول استضافة موريتانيا كضيف شرف لمنتدى ABBW 2021

خاص / اقلام - فارس بوديديت أستاذ في مادة الفلسفة والمواطنة في اتحاد والونيا -ببروكسل، وهو صحفي في نادي "eurafricanpressclub.com" الذي شارك في تأسيسه. كما أنه مسؤول، أيضا، عن العلاقات الدولية في أفريكا رايز بلجيكا. ولد بوديديت لأبوين هاجرا من شمال إفريقيا إلى بلجيكا في ستينات القرن الماضي وقد ظل مرتبطا ووفيا لجذوره الإفريقية وملتزما بالبحث في سبل تطوير وتنمية قارته الأم وتعزيز التبادل الأوروبي الإفريقي في إطار علاقة تحقق الربح المشترك لكلا الطرفين.

 

كيف تعرف القارئ بنفسك، أنت ذو الأصل الإفريقي الذي ولد ببلجيكا؟

 

أنا إفريقي الجذور، مولود بأوروبا، الشرقي الذي تأقلم مع عادات الحياة وفقا لنموذج الغرب والحضارة الغربية. أبي هو المغرب وأمي هي بلجيكا. أحمل في داخلي كلا من التقاليد والحداثة. أنا ككل الذين يشبهونني، أمثل الجسر الممتد بين إفريقيا وأوروبا الذي يمكن بواسطته هاتين القارتين من مواصلة تطورهما وازدهارها، تماما، كما يزهر شقيقان توأمان بكل انسجام في كنف الأمن والسلام والعيش الرغيد لأنهما الاثنان يمثلان، في نفس الوقت، ماضي آبائنا ومستقبل أطفالنا، أيضا.

 

كيف تعرِّف أفريكا رايز/ Africa Rise؟ 

 

رأت منظمة أفريكا رايز، التي مقرها بلجيكا، النورَ بفضل مبادرة أفارقة يقيمون بالمهجر. نحن نظل أفارقة قلبا وروحا حتى وإن كنا قد ولدنا ونشأنا بأوروبا. كلنا لدينا طموح كبير لخدمة بلداننا الأصلية لأننا كنا، فعلا، يملؤنا الحزن لرؤية التخلف الذي تعيشه بلداننا مقارنة بالبلدان التي استضافتنا. ولذلك، قررنا وضع شبكاتنا، مهاراتنا وخبراتنا في خدمة الأفارقة. نحن الوحيدون القادرون في بلجيكا على توفير منتدًى بهذا المستوى، يربط بكل الوسائل المستخدمة بين الشركات ويسهِّل تبادل المنتجات والخدمات والمعلومات بينها (B to B) وينظم العلاقات بين الشركات والإدارات العامة (B to G). إنه لأمر فريد من نوعه، أيضًا، أن نرى في نفس المجموعة كثيرا من الأفارقة من أصول مختلفة، دون أن نشعر بأي فروق بيننا، إذ أن الشيء الوحيد المهم بالنسبة لنا جميعا هو دفع إفريقيا إلى الأمام مهما كان الثمن!

أفريكا رايز هي منظمة مقرها بلجيكا، تهدف إلى تحفيز استثمارات الاتحاد الأوروبي في إفريقيا وتسهيل الاتصالات بين رواد الأعمال الأوروبيين ونظرائهم الأفارقة من أجل المشاركة في النشأة الاقتصادية والاجتماعية في القارة الأفريقية. للقيام بذلك، تم الاتفاق على تنظيم المنتدى الاقتصادي أسبوع الأعمال الإفريقي البلجيكي/ "Africa-Belgium Business Week" في مارس أو أبريل أو مايو من كل عام. أسبوع الأعمال الإفريقي البلجيكي/ ال -ABBW هو عبارة عن منصة لاجتماعات B2B وB2G بين رواد الأعمال من كلتا القارتين، مما يسمح لهم بالنقاش وتبادل وجهات النظر بخصوص مشاريعهم التجارية والدخول في شراكات. نحن مدعومون من قبل صناديق الاستثمار بما في ذلك كارا إنفيست إين لوكسنبورغ/ Kara Invest in Luxembourg، التي تختار بنفسها المشاريع في منتدياتنا. لقد تجاوز الأثر الاقتصادي لمنتدياتنا بضع مئات من ملايين اليورو منذ أول تنظيمنا لها، ونحن لا نزال فقط في البداية. 

دعوني أخبركم عن بعض الإنجازات من 2014 إلى 2019:

كانت جمهورية كوت ديفوار ضيفة شرف المنتدى في نسخته الثانية، أسبوع الأعمال الإفريقي البلجيكي/ ABBW 2015 الذي عقد في جينفال، بلجيكا. شارك في المنتدى ما يقارب الـ 800 رجل أعمال والوفد الإيفواري الرسمي المتكون من 50 عضوًا بقيادة سعادة وزير المالية دانيال كابلان دونكان. 

كما تشرفنا، أيضا، باستقبال رئيس وزراء التوغو في عام 2017 بقيادة معالي السيدة برناديت إيسوسيمنا ليجزيم بالوكي، وزيرة التجارة. نجاح كبير من حيث الشراكات. يمكننا الاستشهاد بإنشاء فودس أوريجينز في التوغو/ Foods Origins au Togo من قبل رجل الأعمال البلجيكي ماكسيم دوبون/ Maxime Dupont، بعد إبرام شراكة مع مشغل توغولي من خلال المنتدى.

في ذكراه السنوية الخامسة، سنة 2018، كرم أسبوع الأعمال الإفريقي البلجيكي الكونغو. كانت جمهورية الكونغو ضيف شرف لأسبوع الأعمال الإفريقي البلجيكي/ ABBW سنة 2018. وقد مثَّل الوزير ليون جوست إيبومبو/ Léon Juste Ibombo بلاده في جينفال.

في عام 2019، كرم أسبوع الأعمال الإفريقي البلجيكي/ ABBW جمهورية إفريقيا الوسطى، باستقبال الرئيس، سعادة السيد فوستان آرشانج تواديرا/ Faustin-Archange Touadéra و7 من وزرائه في جنفال/ Genval.

 

هل تنظمون منتديات عن القارة الأفريقية؟

 

نعم، أفريكا رايز/ Africa Rise ترغب في تقديم المزيد من الفرص والإمكانيات لشركائنا الأفارقة والأوروبيين مع مجموعة مهمة من عروض الخدمات. في الواقع، بداية من نهاية عام 2019، سيتم إنشاء منتدى آخر في كينشاسا، "منتدى كينشاسا الدولي".

-الكينفور(منتدى كينشاسا)/ KINFOR -  سيقام كل عام في ديسمبر بكينشاسا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

 

 إفريقيا قارة شاسعة، بها أكثر من خمسين دولة، كيف تنجحون في إقناع العديد من الدول بالمجيء والمشاركة في بعثاتكم الدبلوماسية؟

 

لا نحتاج حقًا إلى الإقناع بما أن الطلب يتجاوز العرض. نحتاج فقط إلى التواصل بشأن وجود منتدياتنا للحصول على ردود ممتازة. نحن نتلقى الكثير من الطلبات، على حد سواء للحضور إلى منتدياتنا في أوروبا وأيضًا لتنظيم بعضها في إفريقيا. ولذلك يجب أن نختار، ولكن ليس من السهل دائمًا الاختيار؛ ينبغي أن نحكِّم العقل قبل المشاعر وأن نضع حبنا لجميع الأفارقة فوق كل اعتبار.

في إفريقيا، أعتقد، أيضًا، أن الكثيرين قد فهموا أنه يمكنهم الاعتماد علينا للعب دور جماعة الضغط (اللوبي) داخل الاتحاد الأوروبي لأن لدينا القدرة على فهم احتياجات البلدان الأفريقية باعتبارها إفريقية، ولكن أيضًا معرفة عمل النظام الأوروبي تمامًا باعتباره أوروبيًا. من الأكيد أن لدينا خاصية معيَّنةً أكثر من الأوروبيين، الذين ليست لهم أصول أفريقية، وهي التكيف بسرعة أكبر عندما نعمل في أفريقيا وعلى الضفة الأخرى؛ ثقافتنا المزدوجة تضمن لنا ذلك التناغم مع نظرائنا الأوروبيين.

بالإضافة إلى ذلك، يمكننا الاعتماد على ممثلي أفريكا رايز/ Africa Rise في إفريقيا وقد أشرت بالفعل، إلى أنه يمكنني الاعتماد على شبكة دولية جادة بما في ذلك شبكة من المغتربين الأفارقة. أنا أسعى دائمًا إلى تكليف أفارقة نزهاء ملتزمين ووطنيين متحفزين لتنمية بلدانهم الأصلية أو التي ولدوا فيها. هذه هي الطريقة التي أقترح بها تعيين مسؤولي أفريكا رايز في هذه البلدان المختلفة. بالنسبة لأفريكا رايز/ Africa Rise، أعتقد أنه لا يوجد سفير أفضل من شخص ينبض قلبه باستمرار عشقا لبلده الأصلي أو ذلك الذي رأى فيه النور. أرى ذلك في أعينهم وأسمعه في خطاباتهم... أولئك الرجال والنساء المستعدين دائمًا للالتزام دون توقع مكافآت أو دخل.

 

من هو المسؤول الموريتاني الذي اختارته أفريكا رايز/ Africa Rise لتمثيل بلده ولماذا تم اختيار موريتانيا لدورة أسبوع الأعمال الإفريقي البلجيكي/ ABBW القادمة؟

 

من بين جميع أصدقائي الأفارقة، هناك موريتاني أرى أنه الخيار الأفضل لتمثيل مصالح موريتانيا في بلجيكا ضمن أفريكا رايز/ Africa Rise ومنتدياتها. لقد اخترنا الشريف ولد الشيخ، الذي ظل يعيش في منفاه السياسي ببلجيكا لما يناهز الـ 20 عامًا. كان اختيار شريف ممثلاً لموريتانيا في منظمتنا واضحًا، لا جدال فيه، بالنسبة لي! من أفضل منه في بلجيكا ليصبح رئيس نهضة إفريقيا في موريتانيا؟

رأيت في الشريف ولد الشيخ منذ البداية، الرجل الذي تخلى عن كل شيء لمواصلة الأمل في مستقبل أفضل لوطنه الأصلي الأم، لقد فهمت كل الحب الذي كان يكنه لبلده. لم أزر موريتانيا أبدًا لكنني تعلمت أن أحب موريتانيا وشعبها بفضل شريف ولكوني، أنا أيضا، ذا أصل صحراوي من جانب أمي؛ هناك روابط لا يمكن، أبدا، قطعها والتملص منها.

عندما أخبرته عن المنتدى السنوي ABBW (أسبوع الأعمال الأفريقي البلجيكي)، أدرك على الفور أهمية إشراك موريتانيا وقدمني على الفور إلى مرشده وصديقه، سفير جمهورية موريتانيا الإسلامية، سعادة السيد عبد الله الباه الناجي كبد، الرجل الاستثنائي، من أجل وضع موريتانيا في دائرة الضوء في أسبوع الأعمال الإفريقي البلجيكي في دورة 2020 ببلجيكا ولوكسمبورغ.

أقنع شريف ولد الشيخ وسعادة السفير عبد الله باه ناجي كبد فريقَ أفريكا رايز/ Africa Rise بأكمله بأنه من الضروري المراهنة على موريتانيا التي، بفضل الرئيس الجديد، ستتمكن، بكل تأكيد، من دخول حقبة جديدة.

 

اثنين, 16/11/2020 - 08:31