هناك سؤال طرح علينا نفسه بإلحاح منذ أن بدأنا عملنا في تصحيح وتحقيق رسالة اللفعة وهوّ هل من جواب مكتوب على هذه الرّسالة؟ وكان الجواب دائماً على هذا السؤال أنه ما من أحد لا في محيط اليدالي و لا خارجه يعلم شيئاً عن هذا الرّد نفياً أو إثباتاً، والرأي في الأوساط العلمية أن رسالة اللفعة يتيمة دهرها لا تتطلب جواباً من حيثُ أنّه ليس من السّّهل القدوم عليه.
ورغم تعتيم المصادر المطلق سواء منها المكتوبة أو المروية شفهياً على هذا الرّدّ واصلنا البحث عنه بالتعاون مع جهات متعددة ومتخصصة تمكنت بعد جهد جهيد من اختراق جدار الصّمت فتوغلت في أعماق الكنانيش المطمورة تحت ستار النسيان الكثيف بحثاً عنه فيما تبقى من المكتبات البدوية حتى عثرت على الجوهرة المفقودة وكان الاكتشاف على يد أخينا الباحث الجليل الراجل بن أحمد سالم الذي عانى الكثير في البحث عن هذه الحلقة المفقودة، ووجدها في أحد مجامع التقاييد النادرة في مكتبة أسرته فقرأها ونسخها وبادر فأطلعنا عليها.
لم يكتب ناسخ هذه الوثيقة أسمه فيها، ولكن المتخصصين في معرفة الخط اتفقوا على أن الناسخ هوّ عبد الله بن أوفى بن بوبكر بن أتشفع مصر. وكانت النسخة الأصلية متضررة من البلل فامحّى منها البعض ولكن السيد الراجل تمكن من قراءة جلّها فاخرج لنا نسخةً تتضمن معظم مضمونها."
رسالة اللفعة، تحقيق محمذن ولد باباه، 2005.
