بيليه وقصة الدمعة التي غيرت مسيرة حياته

بدأت البرازيل يوم الجمعة الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على أسطورة كرة القدم بيليه الفائز بكأس العالم ثلاث مرات. 

كتبت ابنته كيلي ناسيمنتو على انستغرام"نشكرك. نحبك بلا حدود. ارقد بسلام". 

ستقام مراسم جنازة مفتوحة للجمهور الاثنين وتستمر 24 ساعة في ملعب سانتوس "أوربانو كالديرا" الذي حمل ألوانه طوال مسيرته تقريباً من 1956 إلى 1974. أما مراسم الدفن، فستقام الثلاثاء وستقتصر على حضور أسرته فقط، بعد موكب يتبع التابوت في شوارع سانتوس المدينة الساحلية على بعد 80 كيلومترًا من مدينته ساو باولو التي قررت من جانبها حدادًا لسبعة أيام.

وعندما يتذكر العالم بيليه لابد أن يتذكر أن دمعة غيرت تاريخ حياة الملك، ففي مسيرته الشاقة قصة طفل صغير لا يختبئ وراء الألم.

في عام 1950 وعد بيليه البالغ من العمر آنذاك 9 سنوات والده بالفوز بكأس العالم وإعادته إلى البرازيل، عقب هزيمة بلاده. وبعد 8 سنوات، وفى بيليه بوعده.

هناك قول شائع في البرازيل ترجمته "الابن لاينسى أهله"، ويقابله بالعربية الكريم إذا وعد وفى - هذا بشكل عام، لكن عندما يتعلق الأمر بلؤلؤة البرازيل السوداء، كما يلقب، فعليك أن تتذكر أنه لن ينسى الوعد الذي قطعه عندما كان طفلا. إنه ملك كرة القدم، بيليه.

تابع كل عشاق كرة القدم الشاب المراهق الذي استحوذ على العالم عندما ظهر لأول مرة في كأس العالم 1958. لكن القصة تحتاج إلى العودة قليلا إلى عام 1950. عندما كان بيليه طفلا لم يصل العاشرة بعد.

في هذا العام أقيمت كأس العالم في البرازيل. ووصل فريقها إلى المباراة النهائية وكانت المواجهة مع فريق أوروغواي الذي كان أول فائز وأول مستضيف للبطولة لكن رغم ذلك توقع العالم بأكمله فوز البرازيل حتى أن الاستعدادات لحفل ضخم للاحتفال بالنصر أعدت مسبقا. لكن السيناريو لم يكن حسب المتوقع.

خسرت البرازيل في النهائي ودُمرت الأمة. لكن حزنها لم يماثل في عمقه الحزن الذي شعر به لاعب كرة قدم سابق في الأندية الفقيرة من المناطق الريفية الذي لم يستطع استيعاب الهزيمة. 

كان هذا الرجل هو والد بيليه. رأى الصبي البالغ من العمر 9 سنوات ألم والده وفي لحظة من الدعم العاطفي، نظر إليه وقال لا تحزن يا أبي أنا سأعيد الكأس \غلى البرازيل.

كان يمكن أن يعتبر الأمر براءة طفولة، لكن كلمات بيليه كانت تحمل في وزنها ذهباً. فعندما بلغ سن المراهقة طُلب منه أن ينضم إلى فريق سانتوس، وفي عام 1957، لعب الشاب الصغير البالغ من العمر 16 عاما أول مباراة له مع البرازيل مقابل الأرجنتين.

ولم يمض سوى عام حتى حصل بيليه على مكان في كأس العالم 1958 وكان حينها في سن 17، وكان أصغر من شارك في المباراة. 

وجاءت لحظته ليضيء العالم عندما لعب في نصف النهائي ضد فرنسا وسجل 3 أهداف في غضون 20 دقيقة. وهنا شهق العالم هاتفا "وصل بيليه".

لكن هذا لم يكن كافيا، فهذه فقط لحظة البداية. في النهائي، سجل هدفين لتتفوق البرازيل على منتخب السويد القوي. وعندما أطلقت صافرة النهاية، كانت البرازيل بطلة العالم. 

كانت هذه هي المرة الأولى في نهائيات كأس العالم الخمس التي تفوز فيها البرازيل، وكان بيليه البالغ من العمر 17 عامًا هو نجم الفريق برصيد 6 أهداف في 3 مباريات.

اشتهر بيليه بأنه ليس فقط لاعبا محترفا لكرة القدم بل بائعا عظيما للعبة فقد أقنع دولا كثيرة بأهمية هذه الرياضة.

سجل بيليه في تاريخه الكروي 77 هدفاً دولياً في 92 مباراة، فشرارة الألم في عام 1950 تحولت إلى ضوء محرك في عام 1958، فالهزيمة التي أسقطت الأب في الحزن تحولت إلى عزيمة أطلقت الصبي الصغير في الفضاء ليكون أفضل لاعب كرة قدم في العالم.

أحد, 01/01/2023 - 00:25