بمناسبة اليوم الوطني لليابان, نحتفل في 23 من شباط فبراير بالذكرى ال 63 لميلاد جلالة الإمبراطور ناروهيتو, الذي تصادف ميلاده عام 1960 مع حصول موريتانيا على استقلالها, وبذلك فهو ذكرى تاريخية بالنسبة لليابان و لموريتانيا على حد سواء.
مباشرة بعيد استقلال موريتانيا، تمت إقامة علاقات دبلوماسية بين بلدينا, ومنذ ذلك الحين نعمل على بناء علاقات قائمة على الثقة والأخوة المتبادلتين من خلال الجهود الحثيثة التي تبذل على مختلف الأصعدة, خاصة في مجال الصيد والأمن الغذائي والتعليم والصحة على الرغم من البعد الجغرافي بين بلدينا.
في شهر فبراير الأخير مع بداية التعافي من جائحة كوفيد-19 التي تسببت في خسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة, شهد العالم الغزو الروسي لأوكرانيا. وكان للأزمة في أوكرانيا آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي, بما في ذلك اليابان وموريتانيا. وأنا على يقين من أنكم عانيتم من ندرة مخزونات القمح وغيره من المواد الغذائية, و غلاء أسعار المحروقات والطاقة, فضلا عن تأزم الوضع الإقليمي في الساحل الذي لا ينبئ بانفراج, والزيادة المستمرة في أعداد اللاجئين.
وقد تمخض عن تلك الأزمات وعي بقيمة السلام بالنسبة للمجتمع الدولي وأهمية الجهود التي يتعين القيام بها لضمان الاستقرار؛وإن اليابان تدين بشدة المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع القائم بالقوة من جانب واحد وتدعم النظام العالمي القائم على سيادة القانون. وفي هذا الصدد فإن حكومة اليابان تشيد بتعاون موريتانيا في مختلف المجالات وفق مبدأ " المساعدة المتبادلة عند الحاجة" علاوة على تثمينها للأدوار والمبادرات التي تضطلع بها موريتانيا خدمة للسلام والاستقرار الإقليمي.
وخلال الدورة الثامنة لمؤتمر طوكيو حول تنمية إفريقيا #TICAD8 الملتئمة في تونس شهر أغسطس الأخير، أعلنت اليابان عن استثمار عمومي- خصوصي إجمالي قدره 30 مليار دولار أمريكي لصالح البلدان الإفريقية على مدى السنوات الثلاث القادمة في عدة مجالات من بينها الأمن الغذائي والاستقرار الإقليمي والاستثمارات النظيفة. وتعمل اليابان جنبا إلى جنب مع القارة الإفريقية، بما فيها موريتانيا من أجل تحقيق هدف " شراكة تحقق النمو المتبادل"
وعلى سبيل المثال تقدم اليابان لموريتانيا منذ 40 عاما عونا غذائيا متمثلا في كميات من الأرز الياباني كل سنة تقريبا. وفي نوفمبر الماضي وصلت إلى نواكشوط كمية تقدر ب 3500 طن من الأرز. كما ينتظر وصول كمية جديدة تبلغ قيمتها 150 مليون أوقية جديدة بموجب اتفاق موقع شهر يوليو 2022.
وفي مجال الصيد، ستنتهي في القريب العاجل أشغال مختبر التفتيش والرقابة التابع للمكتب الوطني للتفتيش الصحي لمنتجات الصيد وتربية الأسماك (#ONISPA) في نواذيبو. كما ينتظر أن تبدأ شهر مارس المقبل أعمال بناء مركز التأهيل والتكوين على مهن الصيد بنواكشوط. وعلاوة على التعاون الفني مع وكالة التعاون الدولي الياباني (#JICA) فمن شأن هذه المشاريع أن تساهم في تعزيز قدرات تصدير المواد السمكية. وفي مجال الزراعة، فقد تقرر منح تجهيزات زراعية استجابة للجفاف والفيضانات المرتبطة بالتغيرات المناخية. وفضلا عن كل ذلك، تم بناء نقاط صحية ومدارس ابتدائية وثانوية في مناطق رعوية فقيرة. ونحن عاقدون العزم على مواصلة تنويع الدعم لموريتانيا.
.jpeg)
.jpeg)