
تعامل بعض المدونين مع الهزات الكبيرة والجرائم العابرة للقارات ،بهذا المستوى من السطحية ، وتحويلها إلى مساحة للنقاشات الطائفة والاتهامات المتبادلة بين الشرائح ، والتشكيك في وطنية كل مكون تورط بعض أفراده في جرائم من هذ النوع ، عمل مدان لا يخدم القضية وينحرف بها عن مسارها الحقيقي .
لكن السكوت المريب للمدونين في الجانب الآخر حين تتعلق بعض القضايا الإجرامية بأشخاص نافذين أو مقربين اجتماعيا أو جهويا، عمل قبيح يعبر عن زيف الغيرة على الوطن الذي كان أغلبهم يتشدق به قبل أسابيع ، وكأن الغيرة على الوطن تخضع لاعتبارات لونية و شرائحية .
التعاطي الخجول للكتاب والمدونين مع قضية الحبوب المهلوسة التي تشكل أكبر خطر على البلد من الناحية الأمنية والاقتصادية والاجتماعات، يثير التساؤل ، خاصة أن هذ الصنف من المدونين يهتم بكل القضايا الوطنية ، مادامت خارج الحيز الجغرافي لمضارب قومه .
الحديث عن تدخل بعض النواب والنافذين بكل وقاحة في الملف ، ومحاولة حلحلة القضية والتستر عليها ، عمل مدان وخيانة للوطن والدين تستوجب المطالبة برفع الحصانة ، والملاحقة القضائية ، و من الغريب أننا لم نسمع أصولتا تطالب برفع الحصانة ، ولا عن الخيانة العظمى ، ولا عن التشكك في الوطنية ، ونحن لازلنا نتذكر الهجوم الشرس على بعض النواب في البرلمان والمطالبة برفع الحصانة عنهم ، على خلفية بعض التصريحات والمواقف العادلة التي تدخل في نطاق عمل البرلماني الذي يمثل الشعب ،
يجب أن نتوقف عن تفسير كل الجرائم بعيون لونية مقيتة ، كما يجب أن نقف على مسافة متساوية من الجميع ، وندين كل الجرائم والتجاوزات بغض النظر عن انتماءات مرتكبيها العرقية و الجهوية ، ونترك القضاء يأخذ مجراه في هذه القضايا الكبيرة والحساسة .
الكاتب الشيخ بديدي