
في مشهد مؤسف على الساحة الموريتانية، قدّم الممثل بيبات اخويه شكاية ضد الأستاذ والمحامي محمدن ولد اشدو، بدعوى الإساءة إليه في مرافعة قانونية استُخدمت فيها شخصية درامية (الوكاف) كمثال لتوضيح ظاهرة الفساد.
غير أن استخدام الرموز الفنية في المرافعات تقليد مشروع لا يقصد الأشخاص، بل يستثمر تأثير الفن لتقريب الفكرة، وكان في الواقع إشادة غير مباشرة بنجاح العمل، لا إساءة للممثل. ولأن الحقوق المعنوية تعود للمؤلف والمنتج للعمل المخرج الاستاذ زيدان فراح، فإن تصرّف الممثل وكأن العمل ملكه يعد خروجًا عن الأطر المهنية.
بوصفي نقيبًا للمهن التمثيلية، أستنكر هذه الشكاية التي تسيء للفن وأخلاقياته، وأعلن تضامني مع الأستاذ محمدن ولد اشدو، رمز النضال والفكر القانوني. ما حدث تصرف فردي لا يمثل الفنانين، بل يسعى لتسييس الفن وتفريغه من قيمته.
إننا اليوم مدعوون لحماية حرية التعبير الفني، وصون مكانة القامات الوطنية من أي توظيف مغرض. فالفن رسالة، لا وسيلة انتقام، ومحمدن ولد اشدو سيبقى صوتًا للعدل، لا تهزه شكاية عابرة.
عبد اله محمد سعيد