استمعت إلى الرسالة الصوتية للنائب بيرام الداه اعبيد وأود هنا التعليق عليها:
▪استهل الرسالة محاولا جر الشعب الموريتاني إلى أجواء من التوتر والانقسام عبر استحضار نماذج لا علاقة لها بواقعنا الوطني لا سياسيا ولا اجتماعيا ولا ديمقراطيا.
بخصوص ذكرى حركة 8 يونيو 2003 أو المحاولة الانقلابية حينها أود أن اقول:
ان الانقلاب العسكري في عمومه ليس حلا بل انتقال من أزمة إلى كارثة ومن انسداد إلى عنف ومن مأزق سياسي إلى قطيعة مع أسس الدولة. هكذا هي الانقلابات العسكرية في غالبها أو على الأقل ما عشناه في بلدنا ولم تكن حركة 8 من يونيو 2003 الا نسخة من ذلك المشهد.
في لحظة تبدو فيها موريتانيا قاب قوسين أو أدنى من إرساء تحول تنموي غير مسبوق يطل النائب بيرام الداه اعبيد مجددا عبر بيان مشحون ليعيد إنتاج خطابه المتشنج متجاهلا كل التحولات الإيجابية التي يعرفها البلد ومصرا على النفخ في رماد الانقسام والتوتير .
تتجه الأنظار غدا إلى محطة مفصلية في التاريخ الدبلوماسي لموريتانيا، حيث تخوض البلاد واحدة من أبرز معاركها الدولية بدعم و متابعة من أعلى هرم السلطة، للفوز برئاسة البنك الأفريقي للتنمية عبر مرشحها معالي الوزير سيدي ولد التاه.
يواصل النائب بيرام الداه اعبيد نهجه المتقلب في المواقف والتصريحات، وها هو اليوم يمنح شهادة وطنية ووفاء للوزير السابق سيدنا عالي ولد محمد خونه، في موقف لا يتوقع أن يدوم كما عهدناه في تراجعاته المتكررة التي تتغير بتقلب المزاج السياسي (اعْلِيكَم بالمَارَة ريت صَاحْبي )
صدق القائد الوطني الرئيس مسعود ولد بلخير وهو من حمل قضية لحراطين منذ فجر شبابه مؤمناً بها عن قناعة لا مصلحة فيها إلا وجه الوطن.
ها هو اليوم يتحدث بلغة الأب الحنون يستحضر التاريخ المشترك ويتشبث بخيار الوحدة الوطنية ويؤكد أن لحراطين والبيظان ليسوا مجتمعين متوازيين بل جسد واحد بلونين يشكلان لوحة موريتانيا الغنية والمتصالحة مع ذاتها.
بعد أن انجلت سحابة التوتر، وبدأ أنصار النائب بيرام الداه اعبيد يدركون سوء تقديرهم لعواقب الخطاب المتشنج والأفعال غير المحسوبة، اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الدولة ليست ضعيفة ولا غائبة، بل هي قوية بعدلها ترفض الانتقام والتشفي، لكنها في الوقت نفسه لا تفرّط في هيبتها.
تابعت المقابلة المهمة التي أجراها الضابط أحمد ولد امبارك ولد الامام أحد قادة من أطلقوا على أنفسهم فرسان التغيير والتي تناول فيها جوانب مهمة من تلك المحاولات الانقلابية التي وإن كانت باءت بالفشل حينها إلا أنها كانت البداية الحقيقية لسقوط نظام الرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد الطائع.
يجمع الموريتانيون على أهمية وضرورة نجاح الحوار السياسي الذي أعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لما يشكله من فرصة للنخبة السياسية في معالجة الإشكالات المعيقة بشكل نهائي وترسيم حدود الاختلاف تحصينا للمجتمع درءا للمفاسد وجلبا للمصالح.