
استمعت إلى الرسالة الصوتية للنائب بيرام الداه اعبيد وأود هنا التعليق عليها:
▪استهل الرسالة محاولا جر الشعب الموريتاني إلى أجواء من التوتر والانقسام عبر استحضار نماذج لا علاقة لها بواقعنا الوطني لا سياسيا ولا اجتماعيا ولا ديمقراطيا.
فمقارنة موريتانيا بالجزائر إبان حرب الاستقلال أو بالسنغال في لحظة سياسية دقيقة من مسارها الديمقراطي هي مقارنة غير بريئة ومجانبة للواقع بل ومضللة لأن السياق مختلف تماما والظروف غير متشابهة. فموريتانيا اليوم ليست تحت استعمار ولا في أزمة انتقال بل دولة مستقرة تعيش تجربة ديمقراطية تتعزز يوما بعد يوم.بقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي اختط نهجا قوامه الحوار والعدالة والتهدئة والانفتاح على الجميع دون إقصاء أو انتقام.
▪أما محاولات النائب بيرام تصوير النظام الحالي وكأنه قمعي ومتغول على الحريات، هي اتهامات لا تصمد أمام الواقع . فالمسيرات السلمية تجوب الشوارع يوميّا والصحافة حرة والمنتديات مفتوحة والتعيينات تشمل مختلف المكونات الوطنية والحقوق تصان بموجب دستور هو نفسه المرجع للجميع في مطالبهم.
▪أما استحضاره لمصائر الرؤساء السابقين فهي لغة تحمل في طياتها منطق تصفية حسابات وتغذي ثقافة التشكيك والتهديد وهو خطاب تجاوزه الشعب الموريتاني بنضجه ووعيه وتجاوزه الواقع السياسي الذي يرعاه الرئيس الحالي بسياسة التهدئة والقطيعة مع منطق الانتقام.
▪وبخصوص مزاعم التجويع والتفقير فهي تتجاهل ما تحقق من برامج اقتصادية واجتماعية كبرى أُطلقت في عهد الرئيس غزواني بدءا ببرنامج أولوياتي ومبادرات "تآزر" من تأمين صحي شامل،
وتوزيعات نقدية مباشرة وتعمير تآزر، وصولا إلى أكبر عملية ترسيم عرفها القطاع العمومي في تاريخ البلاد والتي شملت آلاف الشباب والكوادر.
▪اما القول بمنع استقباله فهي محاولة لتسييس حالة تنظيمية عادية تعاملت معها السلطات وفق القانون لحماية الأمن العام وضمان سلامة الجميع بمن فيهم النائب نفسه ومناصروه وهو إجراء معروف ومألوف في كل الديمقراطيات.
▪أما الطعن في شرعية رئيس منتخب والادعاء بأن الشعب ليس من مريديه، فهو مردود عليه فلا مريدية أوضح من نتائج صناديق الاقتراع وهي وحدها الفيصل في الأنظمة الديمقراطية.
▪ختاما ندعو النائب بيرام الداه اعبيد إلى اعتماد خطاب وطني هادئ مسؤول يرقى إلى مستوى تطلعات الشعب الموريتاني ويسهم في بناء وطن يتسع للجميع.ويغلق أبواب الفتنة ويعلي صوت العقل والحكمة.