رحم الله احمد الوافي

رحل في صمت عن دنيانا الفانية ليل الجمعة 15/01/2021 الدبلوماسي و السياسي والمثقف القومي البارز الأستاذ أحمد الوافي لتنتهي بذلك حياة حافلة و مثيرة بدأها الفتى اليافع المنحدر من عائلة مرموقة هو وزميله القامة الاجتماعية والثقافية السامقة محمد يرب ولد زيدان  الذي انتقل مؤخرا الى رحمة الله ا نحدرا من ظهر النعمة ليصعدا ظهر آدرار ميممين شنقيط إستزادة من العلم ثم ليقرر احمد اكمال دراسته في القاهرة ليظهر  بجامعتها منخرطا في المظاهرات الرافضة لهزيمة 1967  فيرحل من هناك ثم بعد ذاك هو الإطار المدير لمؤسسات وطنية و الذي كان ضمن مدنيين قلائل مدوا أيديهم لقادة الجيش أملا في إنقاذ البلاد من حرب طاحنة شكلت تهديدا وجوديا لها مشكلين غطاء سياسيا لحركة 10 يوليو 1978 ليطارد من جديد ثم ليعاد إليه إعتباره دبلوماسيا وازنا إبان حكم الرئيس معاوية.
أتيحت لي الفرصة لأتعرف عن قرب على هذا الرجل الكبير أواخر تسعينات القرن 20 حيث لم تمنعه مشاغله الدبلوماسية  من الإهتمام بمختلف المجالات الثقافية و الإقتصادية و طبعا السياسية عبر منتدى الفكر و الحوار الذي أمّه العديد من أصحاب الرأي و الأساتذة الجامعيين.عرفته فعرفت فيه سعة صدر رغم أني كنت أرفض توجهات النظام الذي يدعمه حينها بل لاحظت وفاءه لزملائه و من بينهم أعضاء سابقون في اللجنة العسكرية للإنقاذ حتى مع عدائهم الشديد لنظام معاوية. عرفته كذلك مسكونا بالهم القومي محترما لاختلاف الرؤي في القضايا  الوطنية كالمسالة العرقية حينما لا توافقه الراي فيها ولقد اثبتت الايام انه كان محقا في جوانب كثيرة فحين يظهر التطرف العرقي المدعوم خارجيا فلا بد من مقابلته بتطرف مدعوم داخليا  حتى يؤوب الناس الى كلمة سواء تفرضها او امر الدين  وتمليها  متطلبات العيش المشترك وحتى يمتاز الوطني الذي يطرح  مشكلا حقيقيا يبحث له عن حل  من الافاق والعميل. ولقد كان  الوافي كذلك  متحمسا 
 لجسرالهوة بين التيارالقومي والإسلامي بلغة العشريات الماضية عبر مؤتمراتهما واذكر اني حين كتبت مقالا سنة 2010في هذا السياق كان هاتفه يرن محييا ا لفكرةوعندما التقيته اكد لي أنه وجيله جاهزون للقيام بأي شئ
 يستطيعون في سبيل ذالك لكن رياح الربيع جرفت أي إمكانية لهكذا تفكير. لم يقبل  الوافي  رحمة  الله  عليه  ان  يكون  مثقفا  محليا  او  قبليا او ان يستخدم موقعه   اداة لافادة محيطه عبر استغلال النفوذ فالدولة ينبغي ان تكون للجميع  موقف لا بد ان  كثيرين  يشكرونه  عليه اليوم  لما فرض عليهم   من  عصامية  وسعي شخصي لبناء الذات  كانت حصيلته  بناء قدرات  علمية في مختلف المجالات..
فرحم الله احمد سيدي محمد الوافي واسكنه فسيح جناته.

ا. الشريف الطاهر محمد محمود.

اثنين, 18/01/2021 - 12:54