الجمهور الموريتاني والصورة

إن للصّورة قوّة جذبٍ كبيرة على الجمهور الموريتاني ولاسيما في المراكز المتوفرة على عدة غرف للعرض السينمائي ككهيدي وأطار وأنواكشوط وروصو وانواذيبو، وقد جاء الجفاف وهجرة أهل الريف إلى المدن والبطالة و تفاعلت مع غياب وسائل أخرى للتسلية لتضاعف أعداد المتفرجين إلى نسب مذهلة. وتأثير السينما هذا على الجمهور يفرض إختياراً دقيقاً وموجهاً للأفلام حسب ميادين تربوية و تهذيبية سليمة، تلك هيّ أول مهمة ملقاة على عاتق المؤسسة الموريتانية للسينما المرتقب إنشاؤها.

علينا في هذا النطاق أن نختار ممونينا الأجانب وأفلامنا طبقاً لحاجيات تقدمنا الإقتصادي والإجتماعي وعلى ذلك الإختيار أن يستهدف أولاً توطيد وتطوير مشاريعنا الوطنية التي هي هدف نضالنا ومبرر وجودنا. لقد حان الوقت، حسب رأينا لتشييد سينما وطنية فعلاً وقادرة على رفع المستوى الثقافي والسياسي والمدني لشعبنا وأن تساهم تلك الأفلام في التعريف ببلادنا ولخياراتها الوطنية. 

وختاما لحصيلة منجزاتنا في المجال الثقافي لا يمكننا ألا أن نذكر سن القانون المتعلق بحفظ تراثنا الثقافي. لقد قاد هذا الإهتمام إلى إنشاء متحف وطني يشكل مركزاً هاماً لإستقطاب ضيوفنا الكرام الذين يطّلعون من خلاله على مختلف أوجه حاضرتنا.

إن المجهودات التي ذكرناها، والتي تهدف بلا ريب إلى حماية وتطوير تراثنا الثقافي لتجعل منه أساساً صلبا لإنطلاقة حقيقية صوب الأمام ستمكننا من المساهمة إيجابيا في تشييد صرح الحضارة العالمية، كما يريدها و يصبو إليها إنسان القرن العشرين

.

المصدر: من أجل إعادة الإعتبار لتراثنا الثقافي العريق، منشورات وزارة الدولة للتوجيه الوطني، وزارة الإعلام و المواصلات 2. سنة 1975. ص75.

سبت, 29/05/2021 - 09:04