مذكرات كادير: مقتل زعيم البوليساريو على مشارف نواكشوط

فهمت أنني اقتربت من العدو. وبعد بضع دقائق عرفت سرية الملازم (ان) بفضل لون سياراتها التي كانت متباعدة، بشكل غير مقصود على ما يبدو. لم يكن أي تواصل بالراديو متاحا بين تلك السرية وبيني. فتمكنت من الهبوط على الطريق بجانبها للحصول على معلومات دقيقة حول الوضع الذي لم يكن جيدا.

 

وهكذا شرح لي الملازم ان ولد عبد المالك والنقيب صو الذي التحق به بعد دقائق من هبوطي، في عجالة أن العدو كان يحاول تطويقهم لمنع خروج السيارات التي كانت غائصة في الرمال. تم إبلاغي بمواقع العدو فأقلعت على الفور متجها، عبر منعرج ضيق، نحو العدو الذي لم أتخر في رؤيته. وقد نشر قواته في سبخة أم التونسي محاولا أن بناور كي يطوق السرية المتمركزة على الطريق. 

 

لم تعد عناصر المقدمة بعيدة عن خطوط القوات الصديقة. عندها قمت باستهداف العدو مركز جهدي على مواقع تمركزه وعلى اللوجستيك. وكان للمفاجأة وقعها فقد ارتبك العدو معتقدا أن الامر يتعلق بهجوم للطيران المغربي. 

 

اتصلت بقائد الأركان وقدمت له عرضا عن الوضع.. وفقدت البوليساريو زعيمها الولي مصطفى السيد، الذي تم اللحاق به في اليوم الموالي للهجوم وتم قتله جراء قصف الطيران في أم التونسي على بعد 80 كيلومترا شمال نواكشوط.

 

مقتطف من المذكرات غير المكتملة للعقيد كادير

جمعة, 03/01/2020 - 18:21