روسيا في "معضلة حقيقية" بسبب قتال السودان

أضحت روسيا ومرتزقتها المدعومين من الكرملين في معضلة حقيقية بعد القتال الدائر بالسودان، حيث سيكون أمام موسكو الكثير لتخسره إذا قررت دعم الجانب الخطأ في الصراع، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

وعلى مدى السنوات الأخيرة، أقامت مجموعة "فاغنر" الروسية شبه العسكرية علاقات وثيقة مع قوات الأمن السودانية وسعت إلى استغلال هذه الروابط لتعزيز المصالح الاقتصادية والعسكرية لموسكو، بما في ذلك امتيازات تعدين الذهب المربحة وصفقات الأسلحة.

وأظهرت الوثائق العسكرية السرية المسربة التي حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" أن مرتزقة "فاغنر" ساهمت بتدريب قوات الأمن السودانية ودعمها بالمعدات، كما قدمت المشورة لقادة الحكومة وأجرت عمليات معلوماتية.

وقالت الصحيفة الأميركية إنه حتى لو توقفت الأطراف المتحاربة القتال، فإن انهيار السودان يمثل "نكسة" كبيرة لروسيا، إذ أن التحالف بين موسكو والخرطوم "على المحك".

وبحسب "واشنطن بوست"، فإن التحالف لم يؤدِ فقط لصفقات تجارة الذهب والأسلحة فحسب، بل عن احتمال إنشاء قاعدة بحرية روسية استراتيجية على البحر الأحمر في بورتسودان.

وعلى الرغم من عدم وجود أدلة على تورط مرتزقة فاغنر في القتال الحالي بالسودان، إلا أن مصادر عدة أكدت أن ميليشيا ليبية تربطها علاقات وثيقة بالمجموعة الروسية، أرسلت إمدادات إلى قوات الدعم السريع التي يقودها، محمد حمدان دقلو، المعروفة بـ "حميدتي"، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

وقال مسؤولون ليبيون ودبلوماسيون - تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوتيهم - إن قوات الدعم السريع تلقت ما لا يقل عن 30 ناقلة وقود وشحنة واحدة على الأقل من الإمدادات العسكرية من أحد أبناء زعيم الحرب الليبي المشير، خليفة حفتر.

في المقابل، نفت قوات حفتر ذلك. 

وقال أنس القماطي، مؤسس معهد "صادق"، وهو مركز أبحاث في طرابس، إن الإمدادات العسكرية كانت ستذهب إلى قوات الدعم السريع؛ لأن حفتر يعتمد على أفراد فاغنر للمساعدة في السيطرة الصارمة على معداته وذخائره لتجنب السرقة أو النهب.

وقال القماطي إن لكل من قوات الدعم السريع و"فاغنر" تاريخ طويل مع ميليشيا حفتر في ليبيا.

وكان "حميدتي" أرسل في السابق قوات الدعم السريع إلى ليبيا للقتال نيابة عن حفتر بجانب مرتزقة فاغنر الروسية.

أحد, 23/04/2023 - 15:31