نأت الصين بنفسها بعيدا عن التصريحات المشككة بمدى سيادة واستقلالية أوكرانيا، والدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي السابق.
وأدلى السفير الصيني في باريس، لو شايي، الأسبوع الماضي، بهذه التصريحات التي سببت غضبا واسعا واتصالات هاتفية ببكين تطالب بتوضيح موقفها.
وقال وزير الخارجية الصيني، الإثنين إن بلاده تحترم استقلالية الدول السابقة في الاتحاد السوفيتي.
وتعد الصين حليفا وثيقا على المدى الاستراتيجي لروسيا، ولم توجه أي انتقاد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد غزو أوكرانيا العام الماضي.
وترى الصين نفسها لاعبا أساسيا في جهود إعادة السلام لأوكرانيا، لكنها في الوقت نفسه الشريك التجاري الذي أصبح أكثر أهمية لروسيا، بعد العقوبات الغربية، ويشكك الكثيرون في الغرب في حيادية بكين، في هذا الملف.
وفي حوار مع تلفزة (إل سي آي) الفرنسية الأسبوع الماضي، تلقى السفير الصيني في فرنسا، سؤالا حول رأيه في الوضع في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في إجراء من جانب واحد عام 2014.
واعتبر المذيع أن شبه جزيرة القرم حسب القانون الدولي، تعتبر جزءا لا يتجزأ من الأراضي الأوكرانية.
لكن السفير الصيني رد مؤكدا أن الوضع غير واضح، وأن الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي السابق، لا يمكنها الاعتماد على القانون الدولي، للدفاع عن سيادتها.
وأضاف "حتى هذه الدول التابعة سابقا للاتحاد السوفيتي، لا تمتلك موقفا فعالا بمقتضى القانون الدولي، لأنه ليس هناك اتفاق عالمي ضمن القانون الدولي، يؤصل موقفها كدول مستقلة".
ولطالما طعن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في استقلالية أوكرانيا، وقال في خطاب قبل أيام من بداية الغزو، إنها ليس لديها "أي مسوغ من مسوغات الدول المستقلة"، مؤكدا أنها كانت دوما جزءا لا يتجزأ من روسيا، ثقافيا وتاريخيا.
ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، الإثنين تصريحات السفير، قائلة إن بكين، تحترم استقلالية وسيادة، ووحدة أراضي، كل الدول، وتلتزم بجميع مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة.
وأضافت "كان الاتحاد السوفيتي دولة اتحادية، وكان يتسم ببعض السمات حسب القانون الدولي، والمعاملات الخارجية، ولا ينفي هذا حقيقة أن كل الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي، لها صفات الاستقلالية كدولة، بعد تفككه".