قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أحمد المنظري، إن الوضع الصحي في قطاع غزة "كارثي للغاية" بعد خروج 40% من مستشفيات القطاع عن الخدمة بشكل كامل، وتوقف باقي المستشفيات بشكل جزئي بسبب نقص الإمكانيات والوقود.
وأوضح المنظري لبرنامج غزة اليوم عبر بي بي سي، أن 14 مستشفى من أصل 35 مستشفى في القطاع، خرجت عن الخدمة بشكل كامل بسبب الاستهداف المباشر أو نقص الإمدادات الطبية والوقود، مشيراً إلى أن قرابة 70% من المراكز الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة والأونروا والبالغ عددها 72 مركزاً، خرجت عن الخدمة، أي 51 مركزاً صحياً أولياً.
وأضاف أن قرابة 350 ألف شخص من سكان غزة يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط وأمراض القلب، بالإضافة إلى أكثر من 50 ألف امرأة حامل تتعرض حياتهن للخطر في ظل الأوضاع الحالية، فيما يعاني أكثر من 9000 شخص من مختلف أنواع مرض السرطان، ومهددون بانقطاع تقديم الرعاية الصحية لهم، خاصة بعد توقف المستشفى التركي الفلسطيني والذي يعتبر من أكبر مستشفيات علاج السرطان في غزة، عن العمل بسبب نقص الوقود واستهدافه المباشر.
وحذر المنظري من تدهور الصحة العامة في القطاع إذ بدأت تنتشر أمراض مرتبطة بتلوث المياه كالإسهالات والتي تنتشر بين الأطفال على وجه الخصوص، موضحاً أن هناك مخاوف كبيرة من انتشار الكوليرا، بالإضافة إلى انتشار واسع للالتهابات الصدرية بين الأطفال، وبعض الأمراض الجلدية المعدية.
ووصف المنظري في حديثه لبي بي سي دعوات إخلاء المستشفيات بــ"الدعوات غير المسؤولة" و"بمثابة إصدار شهادة وفاة مبكرة للمرضى" الذين يحتاجون لعناية مشددة والموجودين تحت أجهزة التنفس الصناعي، بالإضافة إلى مرضى الكلى الذين يحتاجون إلى متابعة صحية مستمرة، معتبراً أن "إخلاء المستشفيات أمر مستحيل" خاصة مع تضرر البنى التحتية وطرق ومسارات الإجلاء، وتضرر سيارات الإسعاف، مؤكداً أنه "لاتوجد وسائل نقل آمنة لنقل المرضى إلى مستشفيات أخرى".
وأشار المنظري إلى أن الطاقة الاستيعابية في مستشفيات جنوب القطاع تخطت الحدود المسموح بها، حيث وصلت نسبة الإشغال فيها إلى 180%، ما يجعل عملية إجلاء المرضى من الشمال إلى الجنوب أمراً صعباً ومهدداً للحياة.
وطالب المنظري خلال حديثه لبرنامج غزة اليوم عبر بي بي سي، بوقف فوري لإطلاق النار دون أي تأخير والسماح بدخول المساعدات الصحية اللازمة، والتوقف عن استهداف المؤسسات الصحية وإدخال الوقود بسرعة قصوى لتشغيل المستشفيات وإعادتها للعمل لاحتواء "الكارثة الصحية في القطاع".
