التهذيب بثلث وزير!

يبدو أن الوزير ولد أييه "جَملْ الثّگْلَ" لهذا النظام، فبعد أن كلفه بالتعليم الثانوي والتكوين التقني والمهني، أضاف التعليم الأساسي وإصلاح قطاع التهذيب الوطني، ثم أضاف النطق باسم الحكومة،وأخيرا نصبوه على حزبهم كبير “المنصفين”. كل ذلك دون أن يستنسخوه فهو لا يزال رجلا واحدا. إنالنطق باسم الحكومة ليس مهمة هامشية كما يبدو أن القائمين على السلطة يعتقدون، فهو يتطلب معرفة بجميع الملفات، ومواكبة للظواهر الإعلامية التي قد تعني الحكومة، وحضورا ذهنيا في كل وقت لتكون تدخلات المسؤول عنه نزع فتيل، فهو عمل في حد ذاته. كما أن رئاسة الحزب الحاكم في فترة نحن فيها مقبلون على انتخابات برلمانية ومحلية يزداد فيها التنافس بين الوجهاء المحليين، ويكثر تقاطرهم على رئاسة الحزب لكسبها بالقيل والتقول لمرشحيهم، يجعل من رئاسة الحزب لوحدها عملا وزيادة.

إننا نتفق جميعا اليوم على أن التعليم إذا لم يكن التحدي الأبرز فهو أحد أبرز التحديات، وذلك يقتضي أن وزيره لا يمكن أن يكون حمال أقوال الحكومة وسماع تقولات الوجهاء، ليس لديه الوقت لذلك، فمهمته أهم وأنبل. دعوا من فضلكم للتهذيب وزيره، فالتعليم ليس نصف عمل أو ثلثه. إن شغل وزير التهذيب بمهام أخرى يتنافى مع اعتبار التعليم أولوية مطلقة.

إذا كان الرجل رجل “الإنصاف” الذي لا بديل عنه, فأنصفوا التهذيب بوزير متفرغ من خيرة أبنائكم، من خيرة أبنائكم، من خيرة أبنائكم، فذلك مما يتقاصر عنه العجز ولا يبلغه التسويف.  

 

وفق الله وأعان

د. م. شماد ولد مليل نافع

سبت, 03/09/2022 - 09:41