كان أحمد ولد بوسيف أكثر الضباط العسكريين من جيله مهنيةً وأعمقَهم وعياً وأكثرهم إيماناً بمشروع الدولة الموريتانية وأشدهم حرصاً على الوحدة الوطنية ومشتركاتها الجامعة.
أياً تكن قصةُ مقتل الرئيس التشادي المارشال إدريس ديبي وملابساتُها الغامضة، والتي قدّمت الصحافةُ الفرنسيةُ روايتين حولها إلى الآن، فإن واقع اللحظة التشادية الراهنة يشتمل على أربعة عناوين رئيسية:
وافق رؤساء الدول والحكومات الأفريقية على اختيار الرئيس التشادي إدريس ديبي، رئيساً دورياً للاتحاد الأفريقي، خلال واحدة من أهم القمم الدورية للاتحاد، والتي عقدت السبت الماضي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.
هل النزوع الانفصالي الذي أعرب عنه مؤخراً داخل اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين طيف ملحوظ من الشعراء الشعبيين إلى إقامة اتحاد خاص بهم، هو نزوع صائب وله من الدواعي ما يكفي لجعله راشداً وحكيماً؟
لا أملك الإجابة على هذا السؤال، وقد لا تكون مطلوبة مني أبداً، ومع ذلك فلا بأس في أن أسجل هنا ثلاث نقاط على الهامش:
ينبغي التذكير، استناداً إلى تاريخ البلاد، أنه حتى القرن الخامس عشر الميلادي لم يكن يوجد على أرض الجمهورية الإسلامية الموريتانية الحالية إلا زنوج وبربر يعيشون بانسجام منذ العصر الحجري القديم.
قبل نحو عقد ونصف عقد من الآن، زرت إحدى سفاراتنا في الخارج لتصديق مستند مدني، ولم أستحسن الانصراف منها دون إلقاء السلام على السفير الذي لي به معرفة وصداقة وأكن له الكثير من الاحترام.
يمثل إعلان الحكومة الموريتانية عجزَها عن الاستمرار في سداد الفوائد المترتبة على الديون الخارجية، مؤشراً مقلقاً وغير مطمئن على مصداقية البلاد داخلياً وخارجياً.
بحركة بهلوانية اعتادها إعلامنا الرسمي، فقزت التلفزة الوطنية في تقريرها التأبيني حول فقيد الوطن الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله على حدث إطاحته من الحكم بانقلاب عسكري عام 2008، مما أعاد إلى ذاكرتي احتفالاتنا السنوية بذكرى إعلان الاستقلال الوطني وقيام الجمهورية الإسلامية الموريتانية، دون أي ذكر للرئيس المؤسس صانع الاستقلال ومهندسه بلا منازع.
رغم الدماء الغزيرة التي سالت على مذبح «الثورة الصحراوية»، وما كابده ويكابده المجتمع الصحراوي من معاناة وويلات متواصلة منذ خمسة عقود، فإنه لم يتأت إلى الآن أفضل بالنسبة لهم مما قررته اتفاقية مدريد الثلاثية بين الدولتين المتنازعتين على الصحراء (موريتانيا والمغرب) وبين المحتل الإسباني.