أزمات حدودية بين دول الساحل

تبدو الأزمة متصاعدة بين النيجر ونافذتها الأطلسية الأهم، دولة بنين. وفي الخلفية طيف فرنسا، وقواعدها العسكرية، ومخاوف حكام نيامي التي لم تبدد بعد، أو لم تندثر على الأقل من الخطاب السياسي. تهدد بنين، برفضها تصدير نفط أغاديم شرقي النيجر عبر ميناء كوتونو، بالضغط على حلم قفزة اقتصادية تحلم بها نيامي وتضعها، وفق توقعات صندوق النقد الدولي، ضمن الأسرع نموا في إفريقيا جنوب الصحراء. ترى نيامي في إجهاض هذا الحلم ضربة موجعة، وتسعى لرد الصاع صاعين. وتبدو الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في بنين هشة، وقابلة للاستغلال، وفق تصور حكام نيامي. هكذا يواصلون إغلاق الحدود ويقفون ضد أي دور لبنين المنهكة بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة في التبادل التجاري لبلادهم مع #توغو.
 
وليست أزمة النيجر مع بنين سوى ملمح من ملامح قلق تحالف دول الساحل الدائر في فلك روسيا إزاء جواره المحافظ على علاقاته التقليدية مع فرنسا، أو قل غضبه من الجغرافيا التي تحرمه من منفذ على المحيط الأطلسي. هكذا تتهم بوركينا فاسو كوت ديفوار بإيواء عناصر تسعى لزعزعة استقرارها، وتضطرم الأزمة بين مالي وموريتانيا على طول الحدود.
 

باب ولد حرمه

ثلاثاء, 14/05/2024 - 08:31