التابع السياسي لا يقبل الفطام، بل لا يقبل(اتغيدين)، وهو فطام الليل، الذي تمهد به الأم لفطام ولدها نهائيا..
قصعة التابع لا تجف، وطعامها لا يقل، وسيل الدراهم المتدفقة إليه لا ينقطع..
مارس محمد خونه ولد هيداله الزيارت المفاجئة للأسواق، وحذر بصورة مباشرة من المضاربات والاحتكار، وهدد بالعقاب...كانت بدايات مرتجلة وذلك ما جلب لها بعض النفع...ودشن مباغتة الوزراء والموظفين الكبار في مكاتبهم فاضطربوا، وارتعشوا خوفا وطمعا، وفي هذا نفع لخلوها من المواكب، والتحضيرات، وصار غول الرئيس منتظرا في أي وقفت وفي أي مرفق حكومي...ثم بدا له أن يتمطط،
النقد البناء إنارة عمومية، وهو أكسيجين الشعوب الذي تتنفس به، لأنه عملية تفريغ لضغط المشاعر، وإذابة شحنات الغضب التي تخلقها أوضاع الناس، وهو- ما اعتُبِرَ، وأُخِذَ باليد الأمينة- واق من التمرد المفضي إلى الفتنة، مؤَمِّن من الفوضى والتدمير والحروب...
عندما يقول لك الناس من أنت؟ وتجيب: فلان ابن فلان، و يردون عليك "وخيرت" لا تنتفخ كبالون مطاط، فإنهم لا يعنونك، إنهم يرونك في جلباب جدك...
لعل ضارة نظام الحالة المدنية اليوم نافعة، هي ضارة تلغي انتساب المعني إلى جده وإن دنا، وهي نافعة لأنها تنسب الفرد إلى أبيه المباشر بدل جده وإن علا...
قيل إن الدهماء يجمعها الطبل وتفرقها العصا...
بعضنا إذا اجتمع لنصرة، أو تنديد، أو مطالبة بعدل، أو اعتصام لإحقاق حق وإبطال باطل، تراه أمواجا حتى لتدعو الله أن يقذف في قلوبه الرعب حتى لا يخسف بالعالم الأرض فيجعل عاليها سافلها، ثم يبعث الله الناس على نياتهم...
قرأت في هذا الفضاء مباركات وتهانئ لمجموعة من الناجحين في سلك الأساتذة فالحمد لله على كل حال، وبعض الشر أهون من بعض.
تحولت مهنة الأستاذ منذ أمد بعيد مع بعضنا إلى وسيلة للتخلص من البطالة، بعد أن كانت في سالف أمرها هواية لتبليغ رسالة نبيلة تنفع الناس في دنياهم وأخراهم...