لعبـة «النحس» !

مع بدء العد التنازلي لرئاسيات «فرنسا 2022» يواصل الرئيس المنصرف Emmanuel Macron ، المترشح لخلافة نفسه، مسلسل قراراته وتصريحاته المثيرة للدهشة والجدل، داخل أوساط الرأي العام الفرنسي وخارجها.. فإلى جانب موجة الاستياء العارمة التي ولدتها قراراته الخاصة بالنظام الضريبي، وتلك المتعلقة بنظام التقاعد؛ جاءت «تخبطات» التعاطي الحكومي مع الجائحة وتأثيراتها (سياسة الإغلاق الكامل، و قرار  إجبارية الــ Passe sanitaire) لتزيد من اتساع دائرة الاستياء الشعبي و تهوي برصيد  ماكرون الانتخابي إلى المستوي «البرتقالي».. هذا ٱلى جانب تصريحات و مواقف أطلقها هذا الأخير مع اقتراب موعد السباق نحو الــElysée؛ كان آخرها حملة الإساءة لبلدان عمل أسلافه جاهدين على مدى عقود لبناء علاقات ثقة وصداقة معها؛ خاصة مالي والجزائر.. فضلا عن الهفوات الدبلوماسية المدوية على مستوى علاقات فرنسا بكل من تركيا والصين، و حتى إيطاليا..
وضعية تبدو ملائمة جدا لتمكين اليسار الفرنسي، ممثلا في رئيسة بلدية باريس Anne Hidalgo مرشحة الحزب الاشتراكي، من العودة لحكم فرنسا للمرة الثالثة؛ وإحياء نهج «الميتيرانية» Mitterrandisme الذي أرساه فرانسوا ميتيران على مدى ولا يتين رئاسيتين متتاليتن (1981-1995)؛ خاصة وأن هيدالغو قد تشكل الوجهة المثلى لتيار واسع من المغاضبين المصممين على التصويت العقابي  ضد ماكرون، مع حرصهم على الوقوف ضد مشروع وبرنامج مرشحة اليمين المتطرف Marine Le Pen.

اثنين, 04/10/2021 - 13:38