الوضع في النيجر: رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية 

سيدي الرئيس،

أتوجه إليكم اليوم بطلب خاص بشأن الأزمة السياسية في النيجر. هذه الدولة، التي تتشارك معنا الانتماء إلى دول الساحل، تحتاج إلى تدخل عاجل وحاسم لإنقاذها. 
نظرًا لتجربتنا الناجحة في حل مثل هذه القضايا مع غامبيا، لدينا فرصة الآن لتكرار هذا النجاح. إذا لم نتحرك الآن، قد نجد أنفسنا في مواجهة تدخل عسكري خارجي في المنطقة، وهو أمر يجب تجنبه.
التدخل العسكري للدول الغربية يُعتبر سياسة القوة التي اعتادت عليها هذه الدول للحفاظ على مصالحها، بغض النظر عما يُسببه للشعوب المحلية. كذلك، دعم الأنظمة الموالية لها بالقوة العسكرية هو أحد السمات المميزة لسياساتها تجاه الدول النامية. في المقابل فإن السعي لتغيير هذه الأنظمة من خلال الانقلابات العسكرية - خاصة عندما تكون الديمقراطية وهمية - أصبح طريقة مألوفة ، ولكنه لم يجلب الخير للدول التي شهدته.

عندما تتدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية لأي دولة، تكون النتائج عادة غير متوقعة وتحمل تأثيرات سلبية على المدى الطويل. السياق الاستعماري للنيجر والشعور الشائع بالاستياء تجاه المستعمر السابق، فرنسا، يجعل التدخل الخارجي مرجحًا لمواجهة مقاومة شديدة.
هذا السيناريو قد يؤدي، كما حدث في ليبيا، إلى فراغ سياسي وفوضى شاملة تشبه التي تلت الإطاحة بالقذافي، والتي أدت إلى تصاعد العنف والاضطرابات، واستفادت الجماعات الإرهابية بشكل كبير منها، مستغلة الأسلحة والمعدات العسكرية التي تم تركها بعد سقوط النظام.

بصرف النظر عن الإرهاب وما يشكله من تحدي، فإن التواجد المتزايد للروس في المنطقة يشكل تهديدًا قويًا للغرب.
إذا أخذنا بعين الاعتبار الدعم الغربي غير المشروط لأوكرانيا في حربها ضد الروس، فإن خلق منطقة جديدة للتوتر في الساحل قد يكون امتدادًا لهذه الحرب. وقد يعتبرها الروس فرصة لتهديد الدول الأوروبية بشكل حقيقي كما يحدث الآن مع بولندا التي أصبحت بحكم الواقع تحت احتمال مواجهة مع جماعة فاغنر الروسية.
كذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار إمكانية نصب صواريخ بالستية روسية محملة برؤوس نووية في منطقة الساحل موجهة نحو العواصم الأوروبية التي لا تبعد سوى 2500 كم، كما حدث مع كوبا في الحرب الباردة، فإن المنطقة بأكملها ستصبح ساحة حرب مدمرة.

مع وجود احتمال تصاعد الإرهاب واحتمالية المواجهة بين الغرب وروسيا، قد تجد بلادنا نفسها مهددة في وجودها، ولا يمكننا تجاهل هذا الأمر بسهولة.

قد تكون تداعيات انقلاب النيجر خطيرة على المنطقة بأكملها، الأمر الذي يتطلب منا التحرك بسرعة لإخماد الحريق قبل أن يصل إلى ذروته. عندئذٍ، سيكون الدمار قد أصاب الجميع.
في الختام، تقبلوا، سيادة الرئيس، كل التحية والاحترام.

بقلم المهندس الحاج سيدي ابراهيم سيدي يحي
انواكشوط01/8/2023

ثلاثاء, 01/08/2023 - 20:05