ألزمت جائحة كورونا الناس في هذه السنة وضعَ الكمامات سترا للفم والأنفاتقاء نقل العدوى عن طريق هاتين الحاستين، فأعادت بذلك اللثام والاهتمام به.

"عملت لبضع سنوات في فرنسا في شركة سياحية تقوم بتنظيم رحلات راجلة وبصحبة الإبل، لا سيما في الصحراء الموريتانية.‏‎ ومع مرور الأيام، أُصبت بالسأم من الحديث عن السفر مع عملائي وأنا جالس بين جدران أربعة أمام الكمبيوتر، ‏‎لذلك قررت المغادرة وتجربة السفر بشكل واقعي".

تَكُو مٓادِي 3 أبريل  1968  

سألت مرة أستاذي الدبلوماسي والباحث محمد سعيد ولد همدي رحمه الله: من أينَ لمحمدُّو بَا، وهو ابن الضفة، كل هذه المعلومات الدقيقة والنادرة عن تاريخ منطقة آدرار وإمارتها العريقة؟

أثناء جمع مادة مقالاتي المتعلقة بمسار التعليم النظامي في بلادنا وقفت على نصمفيد في وجزيل للمرحوم الدِّي ولد الزين المستشار وممثل موريتانيا في الاتحاد الفرنسي، وكان رحمه الله قد قدم في نهاية سنة 1948 إلى هذه الهيئة الاستشارية عدة مقترحات ذات طابع تربوي وتنموي وخدمي على شكل عريضة مطلبية، ومن بينها إنشاء معهد للدراسات الإسلامية بموريتانيا منوطٍ بتكوين ا

هذه مراسلات مؤرخين جليلين وشيخين فاضلين وهما الشيخ محمد الإمام ولد الشيخ ما العينين (توفي في غشت سنة 1970) والمختار بن حامدٌ (توفي في يونيو 1991) رحمه الله الجميع، وقد زودتني بها مشكورة أختي الفاضلة الباحثة الأديبة الدكتورة العالية الشيخ ماء العينين حفيدة الشيخ محمد الإمام.

ترددت على مسامعي مرارا من عجائز الحي البدوي الذي ولدت ونشأت فيه، أنه في سنة 1967 مر المختار بن حامدٌ رحمه الله بمضارب الحي ومعه "نصراني" يسأل عنالعادات والألعاب ويستقصي عن تقاليد الناس في اللباس والمأكل والمشرب، ويحب أن يشاهد بعض الألعاب وأن يحضر قرع الطبل والأغاني التي تؤدى مع قرعه، وغير ذلك.

ظلت منطقة البراكنة مِهادًا للتآلف بين مكونات المجتمع الموريتاني، وفضاء للتواصلبين أعراقه، ومجالا للتعاون بين أجناسه، فلا تكاد تجد مجموعة إفريقية بالضفة جنوباإلا ولها تاريخ مشترك وتآلف منسجم وتناصر مطرد مع مجموعة عربية شمالها، ومن الشواهد التاريخية على ذلك تحالف أمير منطقة فوتا تورو المامي عبد القادر مع أمير البراكن

تناولنا في مقالنا السابق نشأة مدرسة بوتلميت وتطورها وفي هذا المقال سنتحدث عن مدرسة أطار؛ إذ لا يمكن الحديث عن نشأة المدراس النظامية في موريتانيا في النصف الأول من القرن العشرين دون الحديث عن مدرسة أطار التي تم افتتاحهافي يناير 1936، وقد شكلت توسعا نوعيا للمدرسة النظامية في بلادنا بحكم الأهمية البالغة التي تمتاز بها

سنتناول في مقالتين متتاليتين تعريفا بمدرستي بوتلميت وأطار، تأسيسهما وتطورهما ومساهمتهما في بناء التعليم ببلادنا في النصف الأول من القرن العشرين، وسنخصص هذا المقالَ الأولَ لمدرسة بوتلميت والثانيَ لمدرسة أطار.