من البديهي القول إن وسائل التواصل الاجتماعي تعد في العصر الحالي من أكثر التقنيات التي لا يمكن الاستغناء عنها في الوقت الحاضر، على الرغم من أنها تستهلك وقتًا ليس بالقليل من اليوم الطبيعي لأي فرد في المجتمع.
يعيش أهل الموريتانيون في زمنهم الحاضر مفارقة غريبة عجيبة تتمثل في معاناتهم من ضعف المحصول الثقافي بشكل عام وغياب المخرج الفكري والثقافي لدى "النخب" المتعلمة، على الرغم من ثورة المعلومات والتكنولوجيا الغير مسبوقة التي يشهدها العالم من غير انقطاع وبسرعة فائقة.
كتب أحدهم "..ترويض مجتمع البخور مهمة شاقة يحتاج صاحبها إلى نفس طويل وصمود لا يتزعزع،
وإن الوعي تراكمي ونشره عملية طويلة بلا سقف زمني محدد، وطريق متعرج مكتظ بالحوادث".
تصفحت مليا كتاب المخلدين الذين قضوا نحبهم وبقي لهم ذكر، فاندهشت لغياب المعيارية المنصفة وصدمني حجم الانتقائية الصارخة للشخصيات المستهدفة وتضخيم مآثرها - إن كان لها من وجود - وتعمد تحييد مطلق لشخصيات بلغت بالجهد وقوة الإرادة والنبوغ شأنا عظيما، وتم التعتيم عليها قبل نفيها جورا من متن الكتاب.
ولأن التقوى تجمع بين خيري الدنيا والآخرة، فهي مدعاة لحب الله لنا فيشرح صدورنا، ويتقبل أعمالنا، كما تجعلنا نحظى بولاية الحيَّ القيوم، وتعظم درجاتنا عنده، وننال البشرى في الحياة الدنيا والآخرة، وتكون فرقاناً، وفرجاً ومخرجاً، ولباسا هو خير من اللباس الظاهري، ونجاة من النار، وحظوة بجنات النعيم في يوم الدين.
إذا كان الدكتور أحمد عكاشة قد خلص في دراسة قام بها على الشعب المصري إلى "... أن الملايين من المصريين مصاب مصابون بالاكتئاب وإن احدا من كل أربعة لديه مرض نفسي"، فلا شك أن ثلاثة من الموريستانيين إصابتهم مؤكدة بالاكتآب وأن الرابع مضطرب إلى حافة الاهنيار.
في بلاد التناقضات الكبرى تستنبت القبائل القوية - بعد حين - أطرافها المبتورة، تماما كما تفعل أنواع من الزواحف والسلاحي، بفارق أنها تختلف كل َمرة عما كانت عليه بحيث تصبح أبلغ سما وأمضى فتكا، وأبرز أشواكا شديدة الوخز والإيلام.